مقدمة
  فقال رسول الله ÷: «اللهم، أمرت بالدعاء وتوكلت بالإجابة، لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك، أشهد أنك فرد أحد صمد، لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفؤاً أحد، وأشهد أن وعدك حق، ولقاءك حق، والجنة حق، والنار حق، والساعة آتية لا ريب فيها، وأنت تبعث من في القبور».
  وعن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضوان الله وسلامه عليه: من أعطي أربعاً لم يحرم أربعاً، من أعطي الدعاء لم يحرم الإجابة، ومن أعطي التوبة لم يحرم القبول، ومن أعطي الاستغفار لم يحرم المغفرة، ومن أعطي الشكر لم يحرم الزيادة، وتصديق ذلك كتاب الله تعالى، قال الله ø في الدعاء: {ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ}[غافر: ٦٠]، وقال في الاستغفار: {وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُورًا رَحِيمًا}[النساء: ١١٠]، وقال في الشكر: {لَئِنْ شَكَرْتُمْ لاََزِيدَنَّكُمْ}[إبراهيم: ٧]، وقال في التوبة: {إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللَّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِنْ قَرِيبٍ فَأُوْلَئِكَ يَتُوبُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا}[النساء: ١٧].
  قال العلامة محمد محمود الصواف في كتابه تعليم الصلاة: وهكذا نرى المسلم مع الله ø في فجره وضحاه، وفي ظهره وعصره، وفي مسائه وعشائه، وفي ليله وصباحه - يعني في عبادة وصلاة وذكر - ومن كان مع الله كان الله معه، ومن كان الله ø معه نال من القوة والهداية، والرعاية والحماية، والاطمئنان والسعادة، ورغد العيش، ولم يعلم حقيقة هذه الأمور إلا من ذاق طعمها، وعرف مذاقها، وعاش الحياة الطيبة التي وعد الله سبحانه عباده المؤمنين بها فقال: {مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}[النحل: ٩٧].