مقدمة
  فقال: ما ظننت أن عبداً يسمع بالجنة والنار وتمضي عليه ساعة لا يصلي فيها.
  وفي مسند الإمام علي كرم الله تعالى وجهه ورضوان الله تعالى وسلامه عليه، من جمع الجوامع، عن أبي أراكة قال: صليت مع علي بن أبي طالب ¥ الفجر فلما انفتل عن يمينه مكث كأن عليه كآبة، ثم قلَّب يده وقال: (والله لقد رأيت أصحاب محمد ÷ فما أرى اليوم شيئاً يشبههم، لقد كانوا يصبحون صفراً شعثاً غبراً، بين أعينهم كأمثال ركب المعز قد باتوا لله سجداً وقياماً، يتلون كتاب الله، يراوحون بين جباههم وأقدامهم، فإذا أصبحوا فذكروا الله تبارك وتعالى مادوا كما يميد الشجر في يوم الريح، وهملت أعينهم حتى تبل ثيابهم، والله لكأن القوم باتوا غافلين، ثم نهض فما رؤي مفتراً ضاحكاً، حتى ضربه ابن ملجم. ذكره الدينوري والعسكري في المواعظ حل، كر.
  ويروى أنه جاء رجل إلى علي # فقال: يا أمير المؤمنين، إني قد حرمت الصلاة بالليل، فقال علي #: أنت رجل قد قيدتك ذنوبك.
  وعن الصادق رضوان الله تعالى عليه: إن الرجل يذنب الذنب فيحرم صلاة الليل.
  وبعد فأقول: حقاً إن للصلاة والمداومة عليها تأثيراً عجيباً في حياة المسلم وجلب خير الدنيا والآخرة، ودفع شرور الدنيا والآخرة، وفي دفع الهموم والغموم، وتفريج الكروب، وذلك لأن الصلاة صلة بين العبد وربه، وبقدر قوة هذه الصلة من جهة المصلي وصلاح نيته واجتهاده وإخلاصه تفتح أبواب الإجابة والخير، وتنال الرغائب، وتنزل الإفاضة