المسنونات والمندوبات والمستحبات من الصلوات،

القاسم بن أحمد المهدي (معاصر)

مقدمة

صفحة 47 - الجزء 1

  الربانية، والأسرار الروحانية، فيرى العافية والصحة في البدن والأهل والمال والولد، ويرى الغنيمة الوافرة في المكاسب، والبركة في الأموال والأولاد، والنعيم والمسرة، والراحة النفسية والبدنية والمعنوية والطمأنينة.

  حقاً إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر، وتصرف السوء والمكروه، ثم يوفقه الله تعالى بحسن الختام، والأمان في القبر، والثبات عند السؤال، والسلامة في المحشر، والثقل في الميزان، والفوز بالنجاة من النار، والفوز بدخول الجنة ثم بالفوز بما أعد الله تعالى فيها من النعيم المقيم الدائم الخالد، الذي فيه ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر، وهذا في السنن والنوافل، فكيف هو في الفرائض الخمس التي أجرها أعظم، وفضلها أكبر وأتم، ودرجاتها أعلى وأسمى، ومكانتها فوق كل الطاعات والعبادات؟

  بقي أن أقول لكما أيها الأخ والأخت في الله تعالى: [وإن الصلاة] كنز من كنوز الدنيا والآخرة، وذخيرة من ذخائرهما لا تخافا عليه سرقة اللصوص، ولا غلبة الطغاة، ولا سطو البغاة، ولا نكبات الزمان.

  واعلما أنه يجب عليكما طهارة القلب من الشوائب المشينة، والسرائر الماحقة، والنوايا الخاسرة، ويجب طهارة اللسان من الأقوال البذيئة، والألفاظ الفاحشة، ويجب نظافة الفم من الأوساخ، فإنه طريق ذكر الله تعالى، ويجب طهارة المطعم والملبس والمشرب والبدن والموضع، كما يجب الوضوء الكامل الشرعي؛ لأنه لا صلاة لمن لا وضوء له.

  فأخلصا العبادة لله الواحد الأحد، وأخلصا القول والعمل له وحده