المسنونات والمندوبات والمستحبات من الصلوات،

القاسم بن أحمد المهدي (معاصر)

مقدمة

صفحة 59 - الجزء 1

  في كتابك: {وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيّ}⁣[الأنبياء: ٣٠] اللهم لا حياة لشيء خلق من الماء إلا بالماء، اللهم وقد قنط الناس أو من قنط منهم وساء ظنهم وهامت بهائمهم، وعجت عجيج الثكلى على أولادها إذ حبست عنا قطر السماء، فدقت لذلك عظمها، وذهب لحمها، وذاب شحمها، اللهم ارحم أنين الآنَّة، وحنين الحانَّة، ومن لا يحمل رزقه غيرك، اللهم ارحم البهائم الحائمة، والأنعام السائمة، والأطفال الصائمة، اللهم ارحم المشائخ الركع، والأطفال الرضع، والبهائم الرتع، اللهم زدنا قوة إلى قوتنا ولا تردنا محرومين، إنك سميع الدعاء، برحمتك يا أرحم الراحمين)، فما فرغ رسول الله ÷ حتى جادت السماء، حتى أهم كل رجل منهم كيف ينصرف إلى منزله، فعاشت البهائم وأخصبت الأرض وعاش الناس كل ذلك ببركة رسول الله ÷، كر ورجاله ثقات.

  وفيه: سئل أنس هل كان رسول الله ÷ يرفع يديه؟ قال: نعم شكا الناس إليه ذات يوم جمعة فقالوا: يا رسول الله، قحط المطر، وأجدبت الأرض، وهلك المال، فرفع يديه حتى رأيت بياض إبطيه، وما في السماء قزعة سحاب، فما صلينا حتى إن الشاب القوي القريب المنزل ليهمه الرجوع إلى منزله، فدامت علينا جمعة تهدمت الدور، واحتبس الركبان، فتبسم النبي ÷ من سرعة ملالة ابن آدم فقال: «اللهم، حوالينا ولا علينا» ش.

  وفيه: عن أنس قال: جاء أعرابي إلى النبي ÷، وشكا إليه قلة المطر، وجدوبة السنة، فقال: يا رسول الله لقد أتيناك وما لنا بعير ينط