مقدمة
  ولا صبي يصطبح وأنشد:
  أتيناك والعذراء يدمي لبانها ... وقد شغلت أم الصبي عن الطفل
  وألقت بكفيها الفتى لاستكانة ... من الجوع ضعفاً ما يمر وما يحلي
  ولا شيء مما يأكل الناس عندنا ... سوى الحنظل العامي والعلهزالفسل
  وليس لنا إلا إليك فرارنا ... وأين فرار الناس إلاَّ إلى الرسل
  فمد رسول الله ÷ يده يدعو فما رد بيده إلى نحره حتى استوت السماء بأرواقها وجاء أهل البطاح يضجون يا رسول الله الطرق فقال: «حوالينا ولا علينا» فانجلى السحاب حتى أحدق بالمدينة كالإكليل فضحك رسول الله ÷ حتى بدت نواجذه وقال: «لله در أبي طالب لو كان حياً لقرت عيناه، من ينشدنا قوله» فقام علي بن أبي طالب فقال: يارسول الله لعلك أردت قوله:
  وأبيض يستسقي الغمام بوجهه ... ثمال اليتامى عصمة للأرامل
  يلوذ به الهلاك من آل هاشم ... فهم عنده في نعمة وفواضل
  كذبتم وبيت الله يبزى محمد ... ولما نقاتل دونه ونناضل