المسنونات والمندوبات والمستحبات من الصلوات،

القاسم بن أحمد المهدي (معاصر)

مفهوم العبادة في الإسلام

صفحة 9 - الجزء 1

  أنت تمارس يومياً الصلوات الخمس ولكن هل هنالك تأثير في سلوكك؟ هل أنت مبتعد عن الفحشاء والمنكر كما قال تعالى: {إِنَّ الصَّلاَةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ}⁣[العنكبوت: ٤٥]؟

  أنت تصوم ولكن هل ولّد الصوم لديك خوفاً من الجليل وعملاً بالتنزيل؟ هل ولّد في أحشائك التقوى التي تجعلك محلقاً مع الله في كل الأحوال، راحماً للضعفاء والمساكين، مطعماً للجائعين؟ قال تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}⁣[البقرة: ١٨٣].

  أنت تتصدق ولكن هل أنفقت مما تحب؟ قال تعالى: {لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ}⁣[آل عمران: ٩٢].

  أنت تتصدق ولكن هل اجتنبت الأذية والمن؟ قال تعالى: {قَوْلٌ مَعْرُوفٌ وَمَغْفِرَةٌ خَيْرٌ مِنْ صَدَقَةٍ يَتْبَعُهَا أَذىً وَاللَّهُ غَنِيٌّ حَلِيمٌ}⁣[البقرة: ٢٦٣].

  أنت قد تعمل، وتعمل، و ..... ولكن هل عملك موافقٌ لمراد الله ورسوله أم لا؟ ضع على نفسك هذا السؤال عند أي عمل تقوم به.

  فالإيمان شعب متعددة أعلاها كلمة التوحيد (لا إله إلا الله) وأدناها رفع الأذى عن الطريق، والمطلوب من الإنسان أن يكون مخلصاً لله في عبادته {فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحًا وَلاَ يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا}⁣[الكهف: ١١٠]، ويتأكد من مصداقية ترديده يومياً: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ}⁣[الفاتحة: ٥].