وأما الفعل فثلاثة أقسام:
  وبأن المصدريّة ظاهرة نحو {أَنْ يَغْفِرَ لِي} ما لم تسبق بعلم نحو - {عَلِمَ أَنْ سَيَكُونُ مِنْكُمْ مَرْضى} - فإن سبقت بظن فوجهان نحو - {وَحَسِبُوا أَلَّا تَكُونَ فِتْنَةٌ} - ومضمرة جوازا بعد عاطف مسبوق باسم خالص نحو (ولبس عباءة وتقرّ عيني)، وبعد اللام نحو - {لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ} إلّا في نحو - {لِئَلَّا يَعْلَمَ}، {لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ}، فتظهر لا غير ونحو - {وَما كانَ اللهُ لِيُعَذِّبَهُمْ} - فتضمر لا غير كإضمارها بعد حتّى إذا كان مستقبلا نحو - {حَتَّى يَرْجِعَ إِلَيْنا مُوسى} -، وبعد أو الّتي بمعنى إلى نحو (لأستسهلنّ الصّعب أو أدرك المنى)، أو التي بمعنى إلّا نحو:
  وكنت إذا غمزت قناة قوم ... كسرت كعوبها أو تستقيما
  وبعد فاء السّببيّة أو وواو المعيّة مسبوقتين بنفي محض أو طلب بالفعل نحو - {لا يُقْضى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا}، {وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ}، {وَلا تَطْغَوْا فِيهِ فَيَحِلَ} - ولا تأكل السّمك وتشرب اللّبن، فإن سقطت الفاء بعد الطّلب وقصد الجزاء جزم نحو قوله تعالى {قُلْ تَعالَوْا أَتْلُ} وشرط الجزم بعد النّهي صحّة حلول إن لا محله نحو لا تدن من الأسد تسلم، بخلاف يأكلك، ويجزم أيضا لم نحو - {لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ} - ولمّا نحو - {لَمَّا يَقْضِ} - وباللّام ولا الطلبيّتين نحو - {لِيُنْفِقْ}، {لِيَقْضِ}، {لا تُشْرِكْ}، {لا تُؤاخِذْنا} -.
  ويجزم فعلين إن وإذ ما وأيّ وأين وأنّى وأيّان ومتى ومهما ومن وما وحيثما نحو - {إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ}، {مَنْ يَعْمَلْ سُوءاً يُجْزَ بِهِ}، {ما نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ