غزوة بدر الكبرى
  قال ابن أبي الحديد(١): شهد بدراً من أولاد أبي سفيان ثلاثة: حنظلة(٢)، وعمرو، ومعاوية، قتل أحدهم، وأسر الآخر، وأفلت معاوية هارباً على رجليه، فقدم مكة وقد انتفخ قدماه ورضت ساقاه، فعالج نفسه شهرين حتي برئ.
  قال: قال النقيب أبو(٣) زيد: ولا خلاف عند أحد أن علياً # قتل حنظلة، وأسر عمراً أخاه، قال: ولقد شهد بدراً، وهرب على رجليه من هو أعظم منهما عمرو بن عبد ود فارس يوم الأحزاب، ونجا هارباً على قدميه وهو شيخ كبير، وارتث(٤) جريحاً، فوصل إلى مكة وهو وقيذ(٥)، فلم يشهد أُحداً، فلما برئ شهد الخندق(٦).
  قال ابن بهران: وأنزل الله نصره على رسوله وعلى المؤمنين، فَقُتِلَ سبعون، وأسر سبعون من صناديد قريش(٧).
  وقال غيره: استشهد من أصحاب النبي ÷ أربعة عشر، ستة من
(١) هو عز الدين أبو حامد بن هبة الله بن محمد بن محمد بن الحسين المدائني، المعروف بابن أبي الحديد المعتزلي المتوفى سنة ٦٥٥ هـ، والمولود سنة ٥٨٦ هـ بالمدائن ونشأ بها، وتلقى عن شيوخها، كان أحد جهابذة العلماء، وأثبات المؤرخين، وكان أديباً بليغاً، أصولياً، متكلماً فقيهاً، مصنفاً كبيراً، ومن مصنفاته: (شرح نهج البلاغة) في عشرين جزءاً، وهو مشهور ومعروف أكثر شروح (النهج) شهرة وقد طبع عدة طبعات، ومن مصنفاته أيضاً: (الفلك الدائر على المثل السائر) وغيرهما.
(انظر عنه وعن مؤلفاته كتاب شرح نهج البلاغة ١/ ١٣ - ١٩، مقدمة التحقيق).
(٢) في (ب): طلحة، وهو تحريف.
(٣) في (أ): ابن، وهو تحريف.
(٤) ارتث جريحا: حمل من المعركة رثيثاً أي جريحاً وبه رمق.
(٥) الوقيذ: الذي يغشى عليه لا يدرى أميت هو أم حي، والشديد المرض المشرف على الموت. (انظر المعجم الوسيط ٢/ ١٠٤٨).
(٦) شرح نهج البلاغة ١٥/ ٨٥ - ٨٦.
(٧) ابتسام البرق - خ -، وانظر تأريخ الطبري ٢/ ١٦٩، وشرح نهج البلاغة ١٤/ ١٩٩ - ٢١٢.