[مقام أمير المؤمنين علي # في الجهاد يوم أحد]
  منهم هشام بن أمية المخزومي، ثم رأى عصابة أخرى، فأمره رسول الله ÷، فحمل عليهم، ففرَّق جماعتهم، وقتل عمرو بن عبيد الجمحي، ثم رأى عصابة أخرى، فأمره رسول الله ÷، فحمل عليهم، ففرَّق جماعتهم، وقتل عتبة بن مالك من بني عامر بن لؤي، فقال جبريل # حين رأى علياً يصنع ما يصنع: «هذه المواساة يا رسول الله»، فقال: «يا جبريل، إنه مني وأنا منه» فقال جبريل: «وأنا منكما»(١).
  وروى الناصر # أيضاً بإسناده، عن محمد بن عبيد الله [بن علي](٢) بن أبي رافع، قال: كانت راية رسول الله ÷ مع علي بن أبي طالب #، وكانت راية المشركين مع طلحة بن أبي طلحة بن عبد الدار، فقال له علي #: أنا القضم، وحمل عليه فقتله، ووقعت الراية على الأرض، فأخذها أخوه سعيد بن أبي طلحة فنصب الراية، وقال: هل لك يا قضم في المبارزة؟ فحمل عليه علي # فقتله، ووقعت الراية على الأرض فأخذها عثمان بن عبيد الله، فحمل عليه علي
(١) وأخرجه الحافظ محمد بن سليمان الكوفي في المناقب ١/ ٤٧٧ تحت الرقم (٣٨٢) بسنده عن ابن أبي رافع عن أبيه، فذكره مع اختلاف يسير في لفظه، وبرقم (٣٩٨) ١/ ٤٩١، وأورد له عدة شواهد قريبة عن رواة آخرين انظر ذلك كاملاً فيه تحت الأرقام (٣٨٠) و (٣٨٣) و (٣٨٧) و (٣٩٢) و (٣٩٣) و (٣٩٤) و (٤٠٣)، وأورده الحافظ محمد بن إسماعيل الأمير في الروضة الندية ص ٤٤، عن أبي رافع، وعزاه إلى المحب الطبري، وأخرجه الطبري أيضاً في تأريخه ٢/ ١٩٧ بسنده عن أبي رافع، ورواه الحاكم الجشمي في السفينة (ج ٢) - خ -، وروى قريباً منه ابن أبي الحديد في شرح النهج ١٤/ ٢٥٠ - ٢٥١، وقال ابن أبي الحديد | عقيب روايته لهذا الخبر ما لفظه: قلت: وقد روى هذا الخبر جماعة من المحدثين وهو من الأخبار المشهورة، ووقفت عليه في بعض نسخ مغازي محمد بن إسحاق، ورأيت بعضها خاليا عنه، وسألت شيخي عبد الوهاب بن سكينة | عن هذا الخبر؟ فقال: خبر صحيح، فقلت: فما بال الصحاح لم تشتمل عليه؟ قال: أو كلما كان صحيحاً تشتمل عليه كتب الصحاح، كم قد أهمل جامعو الصحاح من الأخبار الصحيحة. انتهى.
وانظر الكامل المنير للإمام القاسم بن إبراهيم # ص ١٥٨.
(٢) كذا في النسختين بزيادة ما بين المعقوفين، والمحفوظ محمد بن عبيد الله بن أبي رافع.