غزوة الخندق
  أخلص صقله، وأقبل نحو رسول الله ÷ وهو متهلل، فقال له عمر بن الخطاب: هلا سلبته درعه، فإنه ليس في العرب درع خير منها، فقال: إني حين ضربته استقبلني بسوأته فاستحييت، ابن عمي أن أستلبه(١)، وخرجت خيله منهزمة حتى اقتحمت الخندق، فمن هنا لم يأخذ علي # سلبه، وقيل: تنزه عن أخذها، وقيل: إنهم كانوا في الجاهلية إذا قتلوا القتيل لا يسلبونه ثيابه، انتهى بحروفه(٢) من (الروض)(٣).
  وفي سيرة ابن هشام: وقال علي بن أبي طالب ¥ في ذلك:
  نَصَرَ الحجارةَ من سفاهة رأيه ... وَنَصَرْتُ ربَّ محمّد بصوابي
  فصددت حين تركته متجدلاً ... كالجذع بين دكادك وروابي
  وعففت عن أثوابه ... البيت(٤)
  ولما قتله ولى أصحابه الأدبار، وسقط نوفل بن عبد الله عن فرسه في الخندق، فنزل إليه علي # فقتله، رواه الحاكم في (السفينة)، وقيل: رماه المسلمون بالحجارة حتى قتلوه(٥).
  [وفي السيرة: قال ابن هشام، عن ابن إسحاق: وسأل المشركون رسول الله ÷ أن يبيعهم جسده، فقال رسول الله ÷: «لا حاجة لنا بجسده ولا بثمنه» فخلى بينهم وبينه.
  قال ابن إسحاق: أعطوا رسول الله ÷ بجسده عشرة الآف درهم، فيما بلغني عن الزهري.
  قال ابن هشام: وحدثني الثقة: أنه حدَّث عن ابن شهاب، أنه قال: قتل علي بن أبي طالب يومئذٍ عمرو بن ود وابنه حسل بن عمرو.
(١) في (ب): إن سلبته.
(٢) بحروفه، سقط من (ب).
(٣) الروض الأنف ٣/ ٢٧٩ - ٢٨٠.
(٤) سيرة ابن هشام ٣/ ١٣٨.
(٥) شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ١٩/ ٦٤.