السيرة النبوية المنتزعة من كتاب اللآلئ المضيئة،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

غزوة الخندق

صفحة 157 - الجزء 1

  أخلص صقله، وأقبل نحو رسول الله ÷ وهو متهلل، فقال له عمر بن الخطاب: هلا سلبته درعه، فإنه ليس في العرب درع خير منها، فقال: إني حين ضربته استقبلني بسوأته فاستحييت، ابن عمي أن أستلبه⁣(⁣١)، وخرجت خيله منهزمة حتى اقتحمت الخندق، فمن هنا لم يأخذ علي # سلبه، وقيل: تنزه عن أخذها، وقيل: إنهم كانوا في الجاهلية إذا قتلوا القتيل لا يسلبونه ثيابه، انتهى بحروفه⁣(⁣٢) من (الروض)⁣(⁣٣).

  وفي سيرة ابن هشام: وقال علي بن أبي طالب ¥ في ذلك:

  نَصَرَ الحجارةَ من سفاهة رأيه ... وَنَصَرْتُ ربَّ محمّد بصوابي

  فصددت حين تركته متجدلاً ... كالجذع بين دكادك وروابي

  وعففت عن أثوابه ... البيت⁣(⁣٤)

  ولما قتله ولى أصحابه الأدبار، وسقط نوفل بن عبد الله عن فرسه في الخندق، فنزل إليه علي # فقتله، رواه الحاكم في (السفينة)، وقيل: رماه المسلمون بالحجارة حتى قتلوه⁣(⁣٥).

  [وفي السيرة: قال ابن هشام، عن ابن إسحاق: وسأل المشركون رسول الله ÷ أن يبيعهم جسده، فقال رسول الله ÷: «لا حاجة لنا بجسده ولا بثمنه» فخلى بينهم وبينه.

  قال ابن إسحاق: أعطوا رسول الله ÷ بجسده عشرة الآف درهم، فيما بلغني عن الزهري.

  قال ابن هشام: وحدثني الثقة: أنه حدَّث عن ابن شهاب، أنه قال: قتل علي بن أبي طالب يومئذٍ عمرو بن ود وابنه حسل بن عمرو.


(١) في (ب): إن سلبته.

(٢) بحروفه، سقط من (ب).

(٣) الروض الأنف ٣/ ٢٧٩ - ٢٨٠.

(٤) سيرة ابن هشام ٣/ ١٣٨.

(٥) شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ١٩/ ٦٤.