السيرة النبوية المنتزعة من كتاب اللآلئ المضيئة،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

عمرة الحديبية

صفحة 176 - الجزء 1

  قال ÷: «فأجره لي».

  قال: ما أنا بمجير لك.

  قال: «بلى، فافعل».

  قال: ما أنا بفاعل.

  قال مكرز: «بلى، قد أجرناه لك».

  قال سهيل: لا، فقال أبو جندل: أي معشر المسلمين، أُردُّ إلى المشركين بعد أن جئت مسلماً، ألا ترون ما قد لقيت، وقد كان عُذِّبَ عذاباً شديداً، إلى آخر ما حكاه.

  قلت: وقد استوفى البخاري⁣(⁣١) القصة، ومنها: ثم جاء نسوة مؤمنات، فأنزل الله ø: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا جَاءَكُمُ الْمُؤْمِنَاتُ مُهَاجِرَاتٍ فَامْتَحِنُوهُنَّ اللَّهُ أَعْلَمُ بِإِيمَانِهِنَّ}⁣[الممتحنة: ١٠] حتى بلغ: {بِعِصَمِ الْكَوَافِرِ}، فطلق عمر يومئذٍ امرأتين كانتا له في الشرك، فتزوج إحداهما معاوية بن أبي سفيان، والأخرى صفوان بن أمية، ثم رجع النبي ÷ إلى المدينة، فجاءه أبو بصير⁣(⁣٢) رجل من قريش وهو مسلم، فأرسلوا في طلبه رجلين، فقالوا: نعهد الذي جعلت لنا، فدفعه إلى الرجلين، فخرجا به حتى بلغا ذا الحليفة، فنزلوا يأكلون من تمر لهم، فقال أبو بصير لأحد الرجلين: والله إني لأرى سيفك هذا جيداً، فاستله الآخر، وقال: أجل، والله إنه لجيد، لقد جربت به ثم جربت، فقال أبو بصير: أرني أنظر إليه، فأمكنه به فضربه حتى برد⁣(⁣٣)، وفرّ الآخر حتى أتى المدينة


(١) هو محمد بن إسماعيل البخاري، أبو عبد الله [١٩٤ - ٢٥٦ هـ] أحد المحدثين المشهورين، والمصنفين في علم الحديث، وكتابه في علم الحديث يعرف بصحيح البخاري، وله كتاب في التاريخ، توفي بخرْتَنْك من قرى سمرقند.

(انظر ترجمته في وفيات الأعيان ٤/ ١٨٨ - ١٩١ ترجمة رقم (٥٦٩».

(٢) واسمه عتبة بن أسيد بن جارية.

(٣) برد: مات.