[قصة الشاة المسمومة]
[قصة الشاة المسمومة]
  وفي هذه الغزاة كان حديث الشاة المسمومة. الخبر.
  قال الحجوري: أهدت زينب ابنة الحرث اليهودية امرأة سلام بن مشكم اليهودي للنبي ÷ شاة وقد سمتها، وأكثرت السم في الذراع، فلما وضعتها بين يديه ÷ تناول الذراع، فلاك منها مضغة فلم يسغها، ومعه بشر بن البراء بن معرور الأنصاري قد أخذ منها كما أخذ رسول الله ÷، فأما بشر فأساغها، وأما رسول الله صلى الله عليه فلفظها، ثم قال: «إن هذا العظم يخبرني أنه مسموم»، فدعا بالمرأة فاعترفت، فقال: «ما حملك على ذلك».
  فقالت: بلغت من قومي مالم يخف عليك، فقلت: إن كان نبياً فسيخبر، وإن كان ملكاً استرحت منه وقومي، فتجاوز عنها رسول الله ÷، ومات بشر من أكلته، فقتلها رسول الله ÷ حينئذٍ، وقال رسول الله ÷ في مرضه الذي توفي منه، حين دخلت عليه أم بشر بن البراء تعوده: «يا أم بشر، إن هذا الأوان وجدت(١) انقطاع أبهري(٢) من الأكلة التي أكلت مع ابنك بخيبر»، وكان المسلمون يرون أن النبي ÷ مات شهيداً(٣).
  وفي الحديث أنه قال ÷: «ما زالت أكلة خيبر تعادني(٤)، فهذا أوان قطعت أبهري»(٥). انتهى.
(١) في (ب): حدث.
(٢) الأبهر: عرق القلب الذي تشعب منه سائر الشرايين.
(٣) وانظر السيرة النبوية لابن هشام ٣/ ٢٢٣ - ٢٢٤، وتأريخ الطبري ٢/ ٣٠٣.
(٤) كذا في النسختين، وفي شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: تعاودني.
(٥) رواه ابن أبي الحديد في شرح النهج ١٠/ ٣٩٥، وأورد طرفه في موسوعة أطراف الحديث النبوي الشريف ٩/ ١٤٣ بلفظ: «ما زالت أكلة خيبر تعاودني كل عام» وعزاه إلى الشفاء للقاضي عياض ١/ ٦٠٩، وتفسير القرطبي ٥/ ١٦٣، وكنز العمال برقم (٣٢١٨٩) وغيرها، وبلفظ: «ما زالت الأكلة التي أكلت من الشاة تعاودني» وعزاه إلى سنن البيهقي ١٠، والمستدرك للحاكم النيسابوري ١١.