السيرة النبوية المنتزعة من كتاب اللآلئ المضيئة،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

غزوة مؤتة

صفحة 195 - الجزء 1

  [بن أبي طالب]⁣(⁣١)، فأن أصيب جعفر فعبد الله بن رواحة، فإن قتل عبد الله، فليرتض المسلمون رجلاً يجعلونه عليهم»، وعقد لواء أبيض، ودفعه إلى زيد بن حارثة، فخرج إلى مؤتة في ثلاثة آلاف، وسمي هذا الجيش جيش الأمراء، هذه رواية ابن بهران، عن ابن إسحاق⁣(⁣٢)، والحق أن جعفر بن أبي طالب # كان هو الأمير الأول في هذه الغزاة، يؤيده ما ذكره في (المصابيح) لأبي العباس الحسني #، حيث قال وقد عدد المغازي: ثم سرية جعفر بن أبي طالب إلى مؤتة سنة ثمان، وتحت رايته زيد بن حارثة، وعبد الله بن رواحة، قال: أخبرنا ابن بلال بإسناده، قال: سمعت محمد بن زيد بن علي بن الحسين، يقول: ما لقي رسول الله ÷ جيشاً إلا بدأ بأهله، ولا بعث بعثاً إلا قدَّم أهل بيته، وسألناه من كان على الناس يوم مؤتة؟ قال⁣(⁣٣): جعفر بن أبي طالب⁣(⁣٤).

  وقال في (المصابيح) أيضاً: أخبرنا علي بن الحسين بن نصر البلخي⁣(⁣٥)، بإسناده عن حماد بن بشير، كاتب زيد بن علي #: [عن زيد بن علي #]⁣(⁣٦) أن جعفر بن أبي طالب # لم يبعثه رسول الله ÷ في وجه قط إلا جعله على الناس، وهاجر الهجرتين جميعاً هجرة الحبشة، والهجرة إلى المدينة، وأمَّره رسول الله ÷ على من كان من المؤمنين عند الحبشة، وهو الذي حاجَّ عمرو بن العاص والوليد حين بعثهم قريش إلى النجاشي، وأسلم النجاشي على يده، ثم قدم على النبي ÷ وقد فتح خيبر [فقام إليه حين عاينه، وتلقاه وعانقه، وقبّل بين عينيه]⁣(⁣٧) وقال: «ما أدري بأيهما أنا


(١) زيادة من (ب).

(٢) ابتسام البرق - خ -، وانظر رواية ابن إسحاق هذه أيضاً في سيرة ابن هشام ٤/ ٥.

(٣) في (ب): فقال.

(٤) المصابيح ص ٢٤٢ برقم (٩٩).

(٥) في المصابيح: البجلي.

(٦) ما بين المعقوفين زيادة من المصابيح.

(٧) ما بين المعقوفين زيادة من المصابيح.