السيرة النبوية المنتزعة من كتاب اللآلئ المضيئة،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

سرية قطنة بن عامر إلى حي من خثعم

صفحة 197 - الجزء 1

  وقال ابن أبي الحديد: اتفق المحدثون على أن زيد بن حارثة كان هو⁣(⁣١) الأمير الأول، وأنكرت الشيعة ذلك، وقالوا: كان جعفر بن أبي طالب هو الأمير الأول، وإن قتل فزيد⁣(⁣٢)، وإن قتل فعبد الله بن رواحة، ورووا⁣(⁣٣) في ذلك روايات.

  قال: وقد وجدت في الأشعار التي ذكرها محمد بن إسحاق في (كتاب المغازي) ما يشهد لقولهم، فمن ذلك ما رواه عن حسان بن ثابت وهو قوله:

  تأوَّبني ليل بيثرب أعسرُ ... وهمٌّ إذا ما نوِّم الناس مسهرُ

  إلى قوله:

  فلا يبعدن الله قتلى تتابعوا ... بمؤتة منهم ذو الجناحين جعفرُ

  وزيد وعبد الله حين تتابعوا ... جميعاً وأسياف المنية تخطرُ

  إلى قوله:

  غداة غدوا بالمؤمنين يقودهم ... إلى الموت ميمون النقيبة أزهرُ

  أغر كضوء البدر من آل هاشم ... أبيٌّ إذا سيم⁣(⁣٤) الظلامة أصعرُ


(١) في (أ): هو كان الأمير ... إلخ، وفي (ب): هو الذي كان الأمير ... إلخ. وما أثبته من شرح النهج لابن أبي الحديد.

(٢) في (ب): فإن قتل فزيد بن حارثة، فإن قتل ... إلخ.

(٣) في (ب): وروي.

(٤) في (ب): شيم، وفي سيرة ابن هشام: أبي إذا سيم الظلامة مجسر.