سرية قطنة بن عامر إلى حي من خثعم
  وقال ابن أبي الحديد: اتفق المحدثون على أن زيد بن حارثة كان هو(١) الأمير الأول، وأنكرت الشيعة ذلك، وقالوا: كان جعفر بن أبي طالب هو الأمير الأول، وإن قتل فزيد(٢)، وإن قتل فعبد الله بن رواحة، ورووا(٣) في ذلك روايات.
  قال: وقد وجدت في الأشعار التي ذكرها محمد بن إسحاق في (كتاب المغازي) ما يشهد لقولهم، فمن ذلك ما رواه عن حسان بن ثابت وهو قوله:
  تأوَّبني ليل بيثرب أعسرُ ... وهمٌّ إذا ما نوِّم الناس مسهرُ
  إلى قوله:
  فلا يبعدن الله قتلى تتابعوا ... بمؤتة منهم ذو الجناحين جعفرُ
  وزيد وعبد الله حين تتابعوا ... جميعاً وأسياف المنية تخطرُ
  إلى قوله:
  غداة غدوا بالمؤمنين يقودهم ... إلى الموت ميمون النقيبة أزهرُ
  أغر كضوء البدر من آل هاشم ... أبيٌّ إذا سيم(٤) الظلامة أصعرُ
(١) في (أ): هو كان الأمير ... إلخ، وفي (ب): هو الذي كان الأمير ... إلخ. وما أثبته من شرح النهج لابن أبي الحديد.
(٢) في (ب): فإن قتل فزيد بن حارثة، فإن قتل ... إلخ.
(٣) في (ب): وروي.
(٤) في (ب): شيم، وفي سيرة ابن هشام: أبي إذا سيم الظلامة مجسر.