السيرة النبوية المنتزعة من كتاب اللآلئ المضيئة،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

غزوة الفتح

صفحة 204 - الجزء 1

  بينهم وبين رسول الله ÷، وبعثوا أبا سفيان إلى المدينة؛ لتجديد العهد من النبي ÷ فلم يجبه إلى ذلك، ثم أتى أبا بكر فقال: أجر⁣(⁣١) بين الحيين، فإن محمداً لا يرد عليك، فلم يجبه، ثم أتى عمر فلم يجبه، ثم أتى علياً # فلم يجبه، فقال: يا أبا الحسن، فأشر عليَّ، فقال: ما أعلم شيئاً يغني⁣(⁣٢)، ولكنك سيد بني كنانة فقم فأجر بين الناس ففعل⁣(⁣٣). ورجع إلى مكة فأخبرهم بالقصة، فقالوا: لعب بك ابن أبي طالب، وقدم عمرو بن سالم الخزاعي على⁣(⁣٤) رسول الله ÷ فأنشده رجزاً واستصرخه⁣(⁣٥)، وهو قوله:

  لا هم⁣(⁣٦) إني ناشدٌ محمداً ... حلف أبيه وأبينا الأتلدا⁣(⁣٧)

  كنت لنا أباً وكنَّا الولدا ... ثمت أسلمنا ولم ننزع يدا

  إن قريشاً أخلفوك الموعدا ... ونقضوا ميثاقك المؤكَّدا

  إلى قوله:

  هم بيتونا بالوتير هجدا ... وقتلونا ركعاً وسجدا


(١) في (ب): فقال له: جر.

(٢) يغني، سقط من (ب).

(٣) انظر سيرة ابن هشام ٤/ ٢١ - ٢٢.

(٤) في (ب): إلى.

(٥) في (ب): واستصرخه، فقام رسول الله ÷ وهو يجر ثوبه، وهو يقول: «لا نصرت إن لم أنصر بني كعب»، ثم أورد الرجز المذكور، ومن هنا يعلم أن فيها تقديماً وتأخيراً.

(٦) في سيرة ابن هشام: يا رب، وفي النسختين: اللهم، والصواب كما أثبته، وهو لغة في اللهم.

(٧) سيرة ابن هشام ٤/ ٢٠، وشرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ١٧/ ٢٥٨، والسفينة للحاكم الجشمي (ج ٢) خ.