غزوة الفتح
  بينهم وبين رسول الله ÷، وبعثوا أبا سفيان إلى المدينة؛ لتجديد العهد من النبي ÷ فلم يجبه إلى ذلك، ثم أتى أبا بكر فقال: أجر(١) بين الحيين، فإن محمداً لا يرد عليك، فلم يجبه، ثم أتى عمر فلم يجبه، ثم أتى علياً # فلم يجبه، فقال: يا أبا الحسن، فأشر عليَّ، فقال: ما أعلم شيئاً يغني(٢)، ولكنك سيد بني كنانة فقم فأجر بين الناس ففعل(٣). ورجع إلى مكة فأخبرهم بالقصة، فقالوا: لعب بك ابن أبي طالب، وقدم عمرو بن سالم الخزاعي على(٤) رسول الله ÷ فأنشده رجزاً واستصرخه(٥)، وهو قوله:
  لا هم(٦) إني ناشدٌ محمداً ... حلف أبيه وأبينا الأتلدا(٧)
  كنت لنا أباً وكنَّا الولدا ... ثمت أسلمنا ولم ننزع يدا
  إن قريشاً أخلفوك الموعدا ... ونقضوا ميثاقك المؤكَّدا
  إلى قوله:
  هم بيتونا بالوتير هجدا ... وقتلونا ركعاً وسجدا
(١) في (ب): فقال له: جر.
(٢) يغني، سقط من (ب).
(٣) انظر سيرة ابن هشام ٤/ ٢١ - ٢٢.
(٤) في (ب): إلى.
(٥) في (ب): واستصرخه، فقام رسول الله ÷ وهو يجر ثوبه، وهو يقول: «لا نصرت إن لم أنصر بني كعب»، ثم أورد الرجز المذكور، ومن هنا يعلم أن فيها تقديماً وتأخيراً.
(٦) في سيرة ابن هشام: يا رب، وفي النسختين: اللهم، والصواب كما أثبته، وهو لغة في اللهم.
(٧) سيرة ابن هشام ٤/ ٢٠، وشرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ١٧/ ٢٥٨، والسفينة للحاكم الجشمي (ج ٢) خ.