غزوة الفتح
  فانصر هداك الله نصراً أعتدا ... وادع عباد الله يأتوا مددا
  إلى آخره، فقام رسول الله ÷ وهو يجر ثوبه، وهو يقول: «لا نصرت إن لم أنصر بني كعب»(١) الخبر.
  ثم تجهز رسول الله ÷ وأخفى أمره، وقال ÷: «اللهم، عم(٢) الأخبار على قريش حتى نأتيهم بغتة»(٣)، وأمر النبي ÷ بحفظ الطرق، وكتب حاطب بن أبي بلتعة إلى قريش يخبرهم ببعض أمر رسول الله ÷؛ ليتخذ بذلك يداً عندهم يحفظون بها أهله بمكة، فجاء الوحي إلى النبي ÷، فبعث ÷ علياً # والزبير، فأدركا المرأة التي حملت الكتاب وأخذاه منها، وعفا عنه رسول الله ÷ لما كان من أهل بدرٍ(٤)، ثم أذن رسول الله ÷ بالرحيل لليلتين خلتا من رمضان، واستنفر أعراب المسلمين حتى انتهى إلى مكة في عشرة الآف فأخذها عنوة، فمَّن على أهلها، وسماهم الطلقاء.
  وهرب صفوان بن أمية يريد جدة ليركب منها إلى اليمن، فقال عمير بن وهب: يا نبي الله، إن صفوان بن أمية سيد قومي، وقد خرج هارباً منك، فأمنِّه صلى الله عليك(٥).
  قال: «هو آمن».
  قال: يا رسول الله، أعطني آية يعرف بها أمانك، فأعطاه رسول الله ÷ عمامته التي دخل بها مكة، فأدركه عمير وهو يريد أن يركب البحر، فلما وصل صفوان إلى النبي
(١) ابتسام البرق - خ -، وشرح ابن أبي الحديد ١٧/ ٢٦٢.
(٢) في (ب): غم.
(٣) ابتسام البرق - خ -، وانظر نحوه بلفظ مقارب في شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ١٧/ ٢٦٥، وسيرة ابن هشام ٤/ ٢٣.
(٤) ابتسام البرق - خ -، وانظر شرح ابن أبي الحديد ١٧/ ٢٢٦ - ٢٢٧، وسيرة ابن هشام ٤/ ٢٣ - ٢٤، وصحيح مسلم ١٦/ ٥١ - ٥٢ كتاب فضائل الصحابة.
(٥) في (ب): فأمنه يا رسول الله.