غزوة الفتح
  ÷، قال للنبي ÷: إن هذا يزعم أنك قد أمنتني.
  قال: «صدق».
  قال: فاجعلني بالخيار فيه شهرين(١).
  قال: أنت بالخيار أربعة أشهر(٢)، ثم لما كان في حنين وانهزم المسلمون، تكلم رجال من قريش بما في أنفسهم من الضغن، فقال أبو سفيان بن حرب: لا تنتهي هزيمتهم اليوم دون البحر(٣).
  ونقلت من (روضة الحجوري) في صفة فتح مكة، ما لفظه: ولما نزل النبي ÷ بمر الظهران دعا(٤) ببلال بن حمامة، فقال: «يا بلال، ناد في الناس أن يكثروا الحطب، ويوقد كل واحد منهم ناراً، أو نارين بين يدي رحله»، وكان العباس بن عبد المطلب قد لقي رسول الله ÷ في الطريق.
  قال ابن هشام: لقيه في الجحفة بعياله مهاجراً، وكان قبل ذلك مقيماً بمكة على سقايته، ورسول الله ÷ عنه راضٍ(٥).
  قال العباس: وخشيت على بيضة قريش أن تنصدع، فعمدت إلى بغلة النبي ÷، فاستويت عليها، وخرجت أطلب مخبراً يخبرني عن قريش ويعلمهم ويأمرهم أن يخرجوا إلى رسول الله ÷، ويعرفهم أنه رؤوف رحيم، فخرج أبو سفيان في تلك الليلة، ومعه بديل بن ورقاء، وحكيم بن حزام، يتجسسون الأخبار، فلقيهم العباس بذي الأراك(٦)، فجاء بأبي سفيان في قصة طويلة، ورجع
(١) في (ب): شهراً.
(٢) وانظر سيرة ابن هشام ٤/ ٣٩، وشرح ابن أبي الحديد ١٨/ ١٠ - ١٢.
(٣) سيرة ابن هشام ٤/ ٥٧.
(٤) في (ب): نادى.
(٥) سيرة ابن هشام ٤/ ٢٥.
(٦) في (ب): بذي أراك.