السيرة النبوية المنتزعة من كتاب اللآلئ المضيئة،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

غزوة الفتح

صفحة 206 - الجزء 1

  ÷، قال للنبي ÷: إن هذا يزعم أنك قد أمنتني.

  قال: «صدق».

  قال: فاجعلني بالخيار فيه شهرين⁣(⁣١).

  قال: أنت بالخيار أربعة أشهر⁣(⁣٢)، ثم لما كان في حنين وانهزم المسلمون، تكلم رجال من قريش بما في أنفسهم من الضغن، فقال أبو سفيان بن حرب: لا تنتهي هزيمتهم اليوم دون البحر⁣(⁣٣).

  ونقلت من (روضة الحجوري) في صفة فتح مكة، ما لفظه: ولما نزل النبي ÷ بمر الظهران دعا⁣(⁣٤) ببلال بن حمامة، فقال: «يا بلال، ناد في الناس أن يكثروا الحطب، ويوقد كل واحد منهم ناراً، أو نارين بين يدي رحله»، وكان العباس بن عبد المطلب قد لقي رسول الله ÷ في الطريق.

  قال ابن هشام: لقيه في الجحفة بعياله مهاجراً، وكان قبل ذلك مقيماً بمكة على سقايته، ورسول الله ÷ عنه راضٍ⁣(⁣٥).

  قال العباس: وخشيت على بيضة قريش أن تنصدع، فعمدت إلى بغلة النبي ÷، فاستويت عليها، وخرجت أطلب مخبراً يخبرني عن قريش ويعلمهم ويأمرهم أن يخرجوا إلى رسول الله ÷، ويعرفهم أنه رؤوف رحيم، فخرج أبو سفيان في تلك الليلة، ومعه بديل بن ورقاء، وحكيم بن حزام، يتجسسون الأخبار، فلقيهم العباس بذي الأراك⁣(⁣٦)، فجاء بأبي سفيان في قصة طويلة، ورجع


(١) في (ب): شهراً.

(٢) وانظر سيرة ابن هشام ٤/ ٣٩، وشرح ابن أبي الحديد ١٨/ ١٠ - ١٢.

(٣) سيرة ابن هشام ٤/ ٥٧.

(٤) في (ب): نادى.

(٥) سيرة ابن هشام ٤/ ٢٥.

(٦) في (ب): بذي أراك.