غزوة الفتح
  صاحباه، وأسلم بعدما خُوِّف بالقتل، ثم استأذن رسول الله ÷ في الانصراف فأذن له، ونزل جبريل # فقال للنبي ÷: «إنه منافق»، فأمر من يلزمه عند خطم الجبل، حتى يعرض عليه الكتائب، فأمر على أثره العباس فلحقه وأوقفه عند خطم الجبل حتى مرت عليه الكتائب، وقال العباس للنبي ÷: إن لأبي سفيان أبهة، فهل لك أن تجعل له شيئاً يفخر به؟
  فقال: «نعم، من دخل دار أبي سفيان فهو آمن، ومن علا فوق داره فهو آمن، ومن تعلق بحلقة داره فهو آمن».
  قال العباس: فقلت: يا رسول الله، فالأعمام والعمات، والأخوال والخالات، والأصهار والقرابات، فقال: «من دخل منزله فهو آمن، ومن أغلق بابه فهو آمن، ومن رمى بسلاحه(١) فهو آمن، ومن دخل المسجد الحرام فهو آمن، والشيخ الكبير، والطفل الصغير، والعجوز الهرمة، ما خلا عشرة نفرٍ: عبد اللات، والعزى بن ربعي، وعبد اللات بن حنظلة، وعكرمة بن أبي جهل، وصفوان بن أمية، ومجالد بن خالد، ووحشي، وعبد الله بن سعد بن أبي سرح(٢)، و [عبد الله بن](٣) هلال بن خطل الأردمي(٤)، ومقيس بن صبابة، والحويرث بن نقيذ(٥)، وقينتين كانتا لهلال بن خطل، ومولاة كانت لبني عبد المطلب تسمى سارة، وقيدان كان عبداً لعبد(٦) اللات بن حنظلة، فمن لحق هؤلاء فليقتله، ولو كان متعلقاً بأستار الكعبة»، فدخل قوم دار أبي سفيان، وقوم المسجد الحرام، فأما أشراف قريش وأبطالها فتعاقدوا ألاَّ يدخل
(١) في (ب): سلاحه.
(٢) في (أ): سرحة.
(٣) زيادة من شرح نهج البلاغة.
(٤) في شرح النهج (١٧/ ٢٧٥): وعبدالله بن هلال بن خطل الأدرمي.
(٥) في شرح النهج: والحويرث بن نفيل.
(٦) في (ب): كان عبد اللات بن حنظلة.