غزوة الفتح
  عليهم(١) مكة ما دامت أيديهم تحمل قوائم السيوف، فخرجوا إلى قتال النبي ÷، ولما أشرف النبي ÷ بالأبطح عقد للزبير لواء، وأمره في كتيبة أن يدخل من باب الثنية، وأمر خالد بن الوليد أن يدخل من باب الجبانة، وأمر علياً # أن يدخل من باب الأبطح، وأمر أبا عبيدة أن يدخل من باب الأراحي، وأقبل سعد بن عبادة وهو يقول:
  اليوم يوم الهمهمة ... اليوم يوم المغنمة(٢)
  اليوم نسبي المحرمة(٣)
  اليوم يذل الله قريشاً ومواليها، فاشتد ذلك على المهاجرين، وقالوا للنبي ÷: أنت أمرت سعداً في قومك يسبي.
  قال: «لا».
  قالوا: فإنه قال كذا، وأخبروه بقوله.
  فقال ÷: «اليوم يوم المرحمة، اليوم نصل المحرمة، اليوم يعز الله قريشاً ومواليها»، ثم دعا بقيس بن سعد وقال: «امض إلى أبيك، وأقْرِئْهُ مني السلام، وأمره أن يسلم اللواء إليك، ويسير تحت لوائك»، فمضى إليه قيس(٤)، وكان أول من دخل مكة خالد بن الوليد، وخرج عكرمة بن أبي جهل، وصفوان بن أمية، وسهيل بن عمرو في خمسمائة إلى الشعب، فهزمهم خالد بن الوليد، حتى أدخلهم حيطان مكة، فعادوا ثانياً وثالثاً فهزمهم(٥)، ثم أمر إلى خالد أن يعطي قريشاً الأمان وكان أول من دخل مكة من هزيم قريش حمَّاس(٦) بن أبي خالد، فقالت امرأته: يا حماس، ما فعلت الجارية التي
(١) عليهم، سقط من (ب).
(٢) في نسخة: الملحمة، ذكره في هامش (أ).
(٣) في شرح النهج: الحرمة.
(٤) وانظر قريباً من ذلك في شرح النهج لابن أبي الحديد ١٧/ ٢٦٨ - ٢٧٢، وسيرة ابن هشام ٤/ ٢٨، ٣٠ - ٣١.
(٥) في (ب): فهزموهم.
(٦) في (ب): حماد، وهو تحريف.