غزوة الفتح
  وعدتني تخدمني إياها من بنات محمد؟ وكان حين خرج للقتال، قد وعدها بجارية من بنات محمد يسبيها ويخدمها إياها، فقال:
  إنك لو عاينتنا بالخندمة(١) ... إذ فرَّ صفوان وفرَّ عكرمة
  وصار زيد كالعجوز المولمة ... قد عاجلونا بالسيوف المسلمة
  يفلقن كل ساعد وجمجمة ... ضرباً فما(٢) تسمع إلا غمغمة
  لم تنطقي اليوم بأدنى كلمة(٣)
  قال العامري: وقتل خالد بن الوليد من أصحاب عكرمة بن أبي جهل، وصفوان بن أمية، وسهيل بن عمرو، اثني عشر أو ثلاثة عشر، ولم يقتل من أصحاب خالد إلا سلمة بن الميلاء الجهني.
  وأما كرز(٤) بن جابر الفهري، وحبيش(٥) بن الأشعر، فشذا عن خالد وسلكا طريقاً
(١) هامش في (أ) لفظه: بالخاء المعجمة، موضع بمكة. تمت.
(٢) في (ب): فلا.
(٣) وانظر السيرة النبوية لابن هشام ٤/ ٣١ - ٣٢، وشرح ابن أبي الحديد ١٧/ ٢٧٦، ولفظ الأبيات في سيرة ابن هشام هكذا:
إنك لو شهدت يوم الخندمة ... إذ فر صفوان وفر عكرمة
وأبو يزيد قائم كالمؤتمة ... واستقبلتهم بالسيوف المسلمة
يقطعن كل ساعد وجمجمة ... ضرباً فلا يسمع إلا غمغمه
لهم نهيب خلفنا وهمهمه ... لم تنطقي في اللوم أدنى كلمه
ولفظها في شرح النهج:
إنك لو شهدتنا بالخندمه ... إذ فر صفوان وفر عكرمه
وبو يزيد كالعجوز المؤتمه ... وضربُنا هم بالسيوف المسلمه
لهم زئير خلفنا وغمغمه ... لم تنطقي في اللوم أدنى كلمه
(٤) في النسخ مكرز، وما أثبته من بهجة المحافل وسيرة ابن هشام وتأريخ الطبري.
(٥) في سيرة ابن هشام وتأريخ الطبري، خنيس.