غزوة الفتح
  غير طريقه، فقتلا جميعاً. انتهى(١).
  ودخل النبي ÷ وأصحابه مكة على ناقته العضباء، وهو يقول: {رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ}[الأحقاف: ١٥] الآية، ويقول: {رَبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ}[الإسراء: ٨٠] الآية، وقريش ينظرون إليه، وحسان بن ثابت آخذ بزمام الناقة، وهو يقول:
  يا ناق سيري بالنبي الهادي ... سيري حثيثاً وذري التمادي
  فقد علاك سيد العباد ... محمد المشهور في البلاد
  ودخل ÷ المسجد، وطاف بالبيت على ناقته الجذعاء، ومعه محجن(٢) يستلم الركن به، وعبد الله بن رواحة(٣) يرتجز ويقول:
  خلوا بني الكفار عن سبيله ... قد أنزل الرحمن في تأويله
  ضرباً يزيل الهام عن مقيله ... ويذهب(٤) الخليل عن خليله
  فقال عمر: يا عبد الله بن رواحة، كأنه ينهاه، فقال رسول الله ÷: «دعه، فإني أسمع ما يقول».
(١) بهجة المحافل ١/ ٤٤٦، وتأريخ الطبري ٢/ ٣٣٤ حوادث سنة ثمان للهجرة، وانظر سيرة ابن هشام ٤/ ٣١.
(٢) المحجن: كالصولجان وهو العصا المعوجة، وكل معطوف معوج.
(٣) في (ب) حاشية لفظها: يحقق فإن عبدالله بن رواحة قد كان استشهد يوم مؤتة قبل الفتح، كما ذكره قريباً، فينظر في الرواية، ومن قائل الشعر.
(٤) في (ب): ويذهل.