السيرة النبوية المنتزعة من كتاب اللآلئ المضيئة،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

غزوة الفتح

صفحة 210 - الجزء 1

  غير طريقه، فقتلا جميعاً. انتهى⁣(⁣١).

  ودخل النبي ÷ وأصحابه مكة على ناقته العضباء، وهو يقول: {رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ}⁣[الأحقاف: ١٥] الآية، ويقول: {رَبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ}⁣[الإسراء: ٨٠] الآية، وقريش ينظرون إليه، وحسان بن ثابت آخذ بزمام الناقة، وهو يقول:

  يا ناق سيري بالنبي الهادي ... سيري حثيثاً وذري التمادي

  فقد علاك سيد العباد ... محمد المشهور في البلاد

  ودخل ÷ المسجد، وطاف بالبيت على ناقته الجذعاء، ومعه محجن⁣(⁣٢) يستلم الركن به، وعبد الله بن رواحة⁣(⁣٣) يرتجز ويقول:

  خلوا بني الكفار عن سبيله ... قد أنزل الرحمن في تأويله

  ضرباً يزيل الهام عن مقيله ... ويذهب⁣(⁣٤) الخليل عن خليله

  فقال عمر: يا عبد الله بن رواحة، كأنه ينهاه، فقال رسول الله ÷: «دعه، فإني أسمع ما يقول».


(١) بهجة المحافل ١/ ٤٤٦، وتأريخ الطبري ٢/ ٣٣٤ حوادث سنة ثمان للهجرة، وانظر سيرة ابن هشام ٤/ ٣١.

(٢) المحجن: كالصولجان وهو العصا المعوجة، وكل معطوف معوج.

(٣) في (ب) حاشية لفظها: يحقق فإن عبدالله بن رواحة قد كان استشهد يوم مؤتة قبل الفتح، كما ذكره قريباً، فينظر في الرواية، ومن قائل الشعر.

(٤) في (ب): ويذهل.