غزوة الفتح
  ثم نادى ÷: «أين مفتاح الكعبة؟» فقالوا: عند شيبة فأمر له، فقالت امرأته: إن شيبة قد هرب ولا أعرف موضع المفتاح، فقال ÷: «هو تحت الخشبة الفلانية» فكان كما قال، وأسلمت امرأة شيبة وحسن إسلامها، والتفت ÷ وقد أخذ بعضادتي الباب إلى المشركين وهم جلوس في المسجد، فقال: «ما تقولون»؟.
  فقالوا: ابن عم كريم، وقد ملكت فأسجح.
  قال: «أقول ما قال العبد الصالح: {لاَ تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ}[يوسف: ٩٢] أنتم الطلقاء»(١)، ولما دخل الكعبة نظر(٢) إلى صور الأنبياء وصورة إبراهيم وقرنا الكبش عند رأسه، فأمر(٣) علياً # فمحا الصورة، ودعا النبي ÷ أهل مكة بالبيعة، فمن آمن من الرجال صافحه وهو على الصفا، وعمر أسفل منه يبايع النساء، وكان يبايع بيده(٤) وعليها ثوب، وقيل(٥): كان عنده قدح ماء فغمس يده فيه ثم غمسن أيديهنَّ فيه(٦)، عن عبد الله بن عمرو بن العاص، وأسلمت امرأة(٧) عكرمة بن أبي جهل، وأخذت له أماناً من رسول الله ÷، وكان هرب إلى البحر، وركب في سفينة مع قوم وهم لا يعرفونه، فاضطربت السفينة فخرج، وأخذت امرأة(٨) صفوان أماناً من النبي ÷ لصفوان، وكان هرب إلى الطائف، فرجع إلى مكة، واستنظر
(١) وانظر شرح النهج ١٧/ ٢٨٠ - ٢٨١.
(٢) في (ب): دخل إلى صور الأنبياء.
(٣) في (ب): فدعا.
(٤) في (ب): وكان يبايع النساء وعليها ثوب.
(٥) قيل، سقط من (ب).
(٦) وانظر شرح ابن أبي الحديد ١٨/ ٩.
(٧) واسمها أم حكيم بنت الحارث بن هشام، انظر سيرة ابن هشام ٤/ ٤٠.
(٨) واسمها فاختة بنت الوليد (المصدر المذكور ٤/ ٤٠)، وفي شرح النهج ١٨/ ٩: البغوم بنت المعدّل الكنانية.