السيرة النبوية المنتزعة من كتاب اللآلئ المضيئة،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

غزوة الفتح

صفحة 211 - الجزء 1

  ثم نادى ÷: «أين مفتاح الكعبة؟» فقالوا: عند شيبة فأمر له، فقالت امرأته: إن شيبة قد هرب ولا أعرف موضع المفتاح، فقال ÷: «هو تحت الخشبة الفلانية» فكان كما قال، وأسلمت امرأة شيبة وحسن إسلامها، والتفت ÷ وقد أخذ بعضادتي الباب إلى المشركين وهم جلوس في المسجد، فقال: «ما تقولون»؟.

  فقالوا: ابن عم كريم، وقد ملكت فأسجح.

  قال: «أقول ما قال العبد الصالح: {لاَ تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ}⁣[يوسف: ٩٢] أنتم الطلقاء»⁣(⁣١)، ولما دخل الكعبة نظر⁣(⁣٢) إلى صور الأنبياء وصورة إبراهيم وقرنا الكبش عند رأسه، فأمر⁣(⁣٣) علياً # فمحا الصورة، ودعا النبي ÷ أهل مكة بالبيعة، فمن آمن من الرجال صافحه وهو على الصفا، وعمر أسفل منه يبايع النساء، وكان يبايع بيده⁣(⁣٤) وعليها ثوب، وقيل⁣(⁣٥): كان عنده قدح ماء فغمس يده فيه ثم غمسن أيديهنَّ فيه⁣(⁣٦)، عن عبد الله بن عمرو بن العاص، وأسلمت امرأة⁣(⁣٧) عكرمة بن أبي جهل، وأخذت له أماناً من رسول الله ÷، وكان هرب إلى البحر، وركب في سفينة مع قوم وهم لا يعرفونه، فاضطربت السفينة فخرج، وأخذت امرأة⁣(⁣٨) صفوان أماناً من النبي ÷ لصفوان، وكان هرب إلى الطائف، فرجع إلى مكة، واستنظر


(١) وانظر شرح النهج ١٧/ ٢٨٠ - ٢٨١.

(٢) في (ب): دخل إلى صور الأنبياء.

(٣) في (ب): فدعا.

(٤) في (ب): وكان يبايع النساء وعليها ثوب.

(٥) قيل، سقط من (ب).

(٦) وانظر شرح ابن أبي الحديد ١٨/ ٩.

(٧) واسمها أم حكيم بنت الحارث بن هشام، انظر سيرة ابن هشام ٤/ ٤٠.

(٨) واسمها فاختة بنت الوليد (المصدر المذكور ٤/ ٤٠)، وفي شرح النهج ١٨/ ٩: البغوم بنت المعدّل الكنانية.