غزوة الفتح
  رسول الله ÷ بالإسلام، ولم يسلم إلا بعد شهرين، هكذا ذكره الحجوري بإسناده.
  قال: وأما عبد الله بن سعد بن أبي سرحة فكان أخا عثمان لأمه، وكان يكتب لرسول الله ÷، فأملى عليه: {وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ مِنْ سُلاَلَةٍ مِنْ طِينٍ}[المؤمنون: ١٢] إلى قوله: {فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْماً}[المؤمنون: ١٤] فقال ابن أبي سرحة: فتبارك الله أحسن الخالقين، تعجباً، فقال النبي ÷: «فكذلك أنزلت»، فارتد مشركاً، ولحق بمكة(١)، وقال: سأنزل مثل ما أنزل الله، فأمر النبي ÷ بقتله يوم الفتح، فأخفاه عثمان، ثم أتى به إلى النبي ÷ سائلاً فيه بعد أن اطمأن الناس وأهل مكة، فاستأمن له، فصمت النبي طويلاً، ثم قال النبي ÷: «نعم»، فلما انصرف به عثمان، قال رسول الله ÷ لمن حضره من أصحابه: «أما والله، لقد صَمَتُّ؛ ليقوم إليه بعضكم فيضرب عنقه»، فقال رجل من الأنصار: هلا أومأت لنا يا رسول الله؟
  فقال النبي صلى الله عليه: «لا يُعْمَلُ(٢) بالإشارة»(٣).
  قال ابن هشام: ثم أسلم عبد الله بن سعد، فولاه عمر بن الخطاب بعض أعماله، ثم ولاه عثمان بن عفان بعد عمر(٤).
  وأما هلال بن خطل الأردمي، وفي سيرة ابن هشام: عبد الله بن خطل، رجل من بني تيم بن غالب(٥)، فإن رسول الله ÷ بعثه مصدقاً ومعه رجل من الأنصار وغلام، فقتل الغلام لخلافه له، فارتد مشركاً.
(١) انظر الكشاف ٢/ ٤٤، ٣/ ١٨٢.
(٢) في (ب): لا نعمل.
(٣) انظر سيرة ابن هشام ٤/ ٣٢، وشرح ابن أبي الحديد ١٨/ ١٢ - ١٣.
(٤) سيرة ابن هشام ٤/ ٣٣.
(٥) سيرة ابن هشام ٤/ ٣٣.