غزوة حنين
  الحصى فرمى بها العدو، وقال: «شاهت الوجوه» ثم قال: «انهزموا ورب الكعبة»، فما زال أمرهم مدبراً، ولم يبق أحد منهم إلا وهو يشكو القذى في عينه من رميه ÷، وقذف الله الرعب في قلوبهم، وأيَّد الله رسوله بملائكته، فرأهم المشركون على خيل بلق(١)، وعليهم يومئذٍ عمائم حمر قد أَرْخَوْها بين أكتافهم، فانهزم المشركون، واتبعهم المسلمون يقتلونهم(٢)، وحازوا جميع الأموال والذرية(٣)، وقُتِلَ من المشركين نحو من مائة وخمسين رجلاً، ذكره الحجوري.
  وقال في (الإمتاع): ولم يثبت معه ÷ وقت الهزيمة إلا أبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب ¥ وقد أخذ بثفر البغلة، والعباس ¥ وقد أخذ [÷](٤) بِحَكَمَتِها، وهو يركضها إلى وجه العدو ويفوه باسمه، ويقول: «أنا النبي لا كذب، أنا ابن عبد المطلب»، وعلي #، والفضل بن العباس، وربيعة بن الحارث، وأيمن بن عبيد ابن أم أيمن الخزرجي، وأسامة بن زيد، وأبو بكر، وعمر.
  قلت: إن صحت هذه الرواية فلعل من عدا من(٥) بني هاشم ثبت بعد الهزيمة، ويدل على صحة ما ذكرناه أولاً ما رواه في (الإمتاع) أيضاً في حديث طويل، قال: وكان شيبة بن عثمان قد تعاهد هو وصفوان بن أمية يومئذٍ إن رأيا على رسول الله ÷ دَيِّرة(٦) أن يكونا عليه وهما خلفه.
  قال شيبة: فلما انهزم أصحابه جئته عن يمينه، فإذا بالعباس ¥ قائم عن
(١) الخيل البلق هي: التي بها سواد وبياض.
(٢) في (ب): فقتلوهم.
(٣) ابتسام البرق - خ -، وانظر السيرة النبوية لابن هشام ٤/ ٦١ - ٦٢، والكشاف ٢/ ٢٤٧.
(٤) ما بين المعقوفين سقط من (ب).
(٥) من، زيادة من (ب).
(٦) ديرة أي: هزيمة.