السيرة النبوية المنتزعة من كتاب اللآلئ المضيئة،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

غزوة حنين

صفحة 220 - الجزء 1

  الحصى فرمى بها العدو، وقال: «شاهت الوجوه» ثم قال: «انهزموا ورب الكعبة»، فما زال أمرهم مدبراً، ولم يبق أحد منهم إلا وهو يشكو القذى في عينه من رميه ÷، وقذف الله الرعب في قلوبهم، وأيَّد الله رسوله بملائكته، فرأهم المشركون على خيل بلق⁣(⁣١)، وعليهم يومئذٍ عمائم حمر قد أَرْخَوْها بين أكتافهم، فانهزم المشركون، واتبعهم المسلمون يقتلونهم⁣(⁣٢)، وحازوا جميع الأموال والذرية⁣(⁣٣)، وقُتِلَ من المشركين نحو من مائة وخمسين رجلاً، ذكره الحجوري.

  وقال في (الإمتاع): ولم يثبت معه ÷ وقت الهزيمة إلا أبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب ¥ وقد أخذ بثفر البغلة، والعباس ¥ وقد أخذ [÷]⁣(⁣٤) بِحَكَمَتِها، وهو يركضها إلى وجه العدو ويفوه باسمه، ويقول: «أنا النبي لا كذب، أنا ابن عبد المطلب»، وعلي #، والفضل بن العباس، وربيعة بن الحارث، وأيمن بن عبيد ابن أم أيمن الخزرجي، وأسامة بن زيد، وأبو بكر، وعمر.

  قلت: إن صحت هذه الرواية فلعل من عدا من⁣(⁣٥) بني هاشم ثبت بعد الهزيمة، ويدل على صحة ما ذكرناه أولاً ما رواه في (الإمتاع) أيضاً في حديث طويل، قال: وكان شيبة بن عثمان قد تعاهد هو وصفوان بن أمية يومئذٍ إن رأيا على رسول الله ÷ دَيِّرة⁣(⁣٦) أن يكونا عليه وهما خلفه.

  قال شيبة: فلما انهزم أصحابه جئته عن يمينه، فإذا بالعباس ¥ قائم عن


(١) الخيل البلق هي: التي بها سواد وبياض.

(٢) في (ب): فقتلوهم.

(٣) ابتسام البرق - خ -، وانظر السيرة النبوية لابن هشام ٤/ ٦١ - ٦٢، والكشاف ٢/ ٢٤٧.

(٤) ما بين المعقوفين سقط من (ب).

(٥) من، زيادة من (ب).

(٦) ديرة أي: هزيمة.