غزوة حنين
  يمينه(١)، عليه درع بيضاء كالفضة، فقلت: عمه لن يخذله، ثم جئته عن يساره، فإذا أنا بأبي سفيان بن الحارث ¥، فقلت: ابن عمه لن يخذله، فجئته(٢) من خلفه فلم يبق إلا أُسَوِّره بالسيف إذ رفع لي فيما بيني وبينه شواظ من نار كأنه برق، وخفت أن يمحشني(٣)، فوضعت يدي على بصري ومشيت القهقرى، فالتفت ÷ إليَّ، وقال: «يا شيب، أدن مني» فوضع يده على صدري، وقال: «اللهم، اذهب عنه الشيطان» فرفعت رأسي، وهو أحب إليَّ من سمعي وبصري وقلبي، ثم قال ÷: «يا شيب، قاتل الكفرة». انتهى.
  قال: وقيل: لما انكشف الناس قال رسول الله ÷ لحارثة بن النعمان الأنصاري: «كم ترى الناس الذين ثبتوا»؟(٤)، فحزرهم مائة، قال: وهذه المائة هي التي كرت(٥) بعد الفرار.
  وقال في (الإمتاع) أيضاً: قال الحارث بن نوفل: فحدثني الفضل بن العباس، قال: التفت العباس يومئذٍ وقد أقشع الناس عن بكرة أبيهم، فلم ير(٦) علياً فيمن ثبت، فقال: شَوْهَة بَوْهَة، أفي مثل هذه الحالة يرغب ابن أبي طالب بنفسه عن رسول الله ÷ وهو صاحبه فيما هو صاحبه، يعني في(٧) المواطن المشهورة له.
  فقلت: بعض قولك لابن أخيك، أما تراه في الرَّهَج(٨).
  قال: أَشْعِرْهُ(٩) لي يا بني، قلت: هو ذو كذا، ذو كذا، ذو البردة.
(١) عن يمينه، زيادة من (ب).
(٢) في (ب): فجئت.
(٣) يمحشني: يحرقني، وفي (ب): يمسحني.
(٤) في (ب): كم ترى الناس الذين ثبتوا مع رسول الله ÷؟
(٥) في (ب): ذكرت.
(٦) في (ب): يزل.
(٧) في، زيادة من (ب).
(٨) الرَّهج بفتحتين: الغبار.
(٩) أي أعلمه لي.