السيرة النبوية المنتزعة من كتاب اللآلئ المضيئة،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

غزوة حنين

صفحة 221 - الجزء 1

  يمينه⁣(⁣١)، عليه درع بيضاء كالفضة، فقلت: عمه لن يخذله، ثم جئته عن يساره، فإذا أنا بأبي سفيان بن الحارث ¥، فقلت: ابن عمه لن يخذله، فجئته⁣(⁣٢) من خلفه فلم يبق إلا أُسَوِّره بالسيف إذ رفع لي فيما بيني وبينه شواظ من نار كأنه برق، وخفت أن يمحشني⁣(⁣٣)، فوضعت يدي على بصري ومشيت القهقرى، فالتفت ÷ إليَّ، وقال: «يا شيب، أدن مني» فوضع يده على صدري، وقال: «اللهم، اذهب عنه الشيطان» فرفعت رأسي، وهو أحب إليَّ من سمعي وبصري وقلبي، ثم قال ÷: «يا شيب، قاتل الكفرة». انتهى.

  قال: وقيل: لما انكشف الناس قال رسول الله ÷ لحارثة بن النعمان الأنصاري: «كم ترى الناس الذين ثبتوا»؟⁣(⁣٤)، فحزرهم مائة، قال: وهذه المائة هي التي كرت⁣(⁣٥) بعد الفرار.

  وقال في (الإمتاع) أيضاً: قال الحارث بن نوفل: فحدثني الفضل بن العباس، قال: التفت العباس يومئذٍ وقد أقشع الناس عن بكرة أبيهم، فلم ير⁣(⁣٦) علياً فيمن ثبت، فقال: شَوْهَة بَوْهَة، أفي مثل هذه الحالة يرغب ابن أبي طالب بنفسه عن رسول الله ÷ وهو صاحبه فيما هو صاحبه، يعني في⁣(⁣٧) المواطن المشهورة له.

  فقلت: بعض قولك لابن أخيك، أما تراه في الرَّهَج⁣(⁣٨).

  قال: أَشْعِرْهُ⁣(⁣٩) لي يا بني، قلت: هو ذو كذا، ذو كذا، ذو البردة.


(١) عن يمينه، زيادة من (ب).

(٢) في (ب): فجئت.

(٣) يمحشني: يحرقني، وفي (ب): يمسحني.

(٤) في (ب): كم ترى الناس الذين ثبتوا مع رسول الله ÷؟

(٥) في (ب): ذكرت.

(٦) في (ب): يزل.

(٧) في، زيادة من (ب).

(٨) الرَّهج بفتحتين: الغبار.

(٩) أي أعلمه لي.