غزوة الطائف
غزوة الطائف(١)
  ثم كانت غزوة الطائف، وذلك أن المشركين لما انهزموا بحنين لحقوا بالطائف، وبأوطاس وبنخلة، فسارت الخيل تريد من أتى نخلة، فأدرك ربيعة بن رفيع العوفي دريد بن الصمة فقتله(٢)، وتوجه أبو عامر عبيد(٣) أخو أبي موسى الأشعري.
  وقال ابن إسحاق: هو ابن عمه، إلى أوطاس ومعه لواء في عدة من المسلمين، وقد عسكر المشركون، فقاتلهم، وقتل منهم تسعة ثم أصيب، فاستخلف أخاه أبا موسى، ففتح الله ø على يديه، ولحق مالك بن عوف بالطائف فبعث(٤) النبي ÷ بالسبي والغنائم إلى الجعرانة(٥)، وتوجه نحو الطائف وقد تحصن فيه المشركون واستعدوا للحرب، فنزل ÷ قريباً من حصن الطائف وعسكر هنالك، فرموا بنبل كثير أصيب به جماعة من المسلمين، فتحول ÷ إلى جنب(٦) لا يصيبهم النبل، وحاصروا المشركين ثمانية عشر يوماً، وقيل: عشرين يوماً، ونصب ÷ المنجنيق، واستشهد اثنا عشر رجلاً من المسلمين، ثم أمر ÷ بالرحيل، وقيل له: يا رسول الله، أدع على ثقيف، فقال ÷: «اللهم، اهد ثقيفاً» وسار ÷ إلى الجعرانة وبها السبي والغنائم محبوسة، وقد اتخذ للسبي حظائر تستظل بها من الشمس، فانتهى إلى الجعرانة ليلة الخميس لخمس خلون من ذي القعدة، وبعث إلى مكة من يشتري ثياباً
(١) عن غزوة الطائف انظر: ابتسام البرق - خ -، والجزء الثاني من السفينة - خ -، والسيرة النبوية لابن هشام ٤/ ٧٩ - ٩٦.
(٢) انظر تفاصيل ذلك في سيرة ابن هشام ٤/ ٦٤ - ٦٧.
(٣) في (ب): أبو عامر بن عبيد.
(٤) في (ب): فبعث إلى النبي ÷.
(٥) الجعرانة: موضع بين مكة والطائف، سمي بريطة بنت سعد، وكانت تلقب بالجعرانة، وهي المرادة في قوله تعالى: {كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا}[النحل: ٥٦]. (القاموس المحيط ص ٤٦٧).
(٦) الجنب: الناحية.