السيرة النبوية المنتزعة من كتاب اللآلئ المضيئة،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

غزوة الطائف

صفحة 224 - الجزء 1

  فكساها السبي⁣(⁣١).

  قال في (الإمتاع): وكان ÷ قد فرق منه وهو بحنين، فأعطى عبد الرحمن بن عوف امرأة، وأعطى ÷ صفوان بن أمية، وعلياً، وعثمان، وعمر، وجبير بن مطعم، وطلحة بن عبيد الله، وسعد بن أبي وقاص، وأبا عبيدة بن الجراح، والزبير بن العوام، انتهى.

  وكان السبي ستة الآف نسمة، والإبل أربعة وعشرين ألف بعير، والغنم أربعين ألفاً، وقيل: أكثر، والفضة أربعة الآف أوقية، وغير ذلك، ثم بدأ ÷ بالأموال فخمَّسها⁣(⁣٢)، وأعطى أكثرها المؤلفة قلوبهم، ولم يعط الأنصار شيئاً، فوجد الأنصار في أنفسهم، فخطبهم ÷ وقال: «ألا ترضون أن يذهب الناس بالشاة والبعير، وترجعون برسول الله ÷ إلى رحالكم» في حديث طويل، فبكوا، وقالوا: رضينا برسول الله ÷ قسماً وحظاً⁣(⁣٣).


(١) ابتسام البرق - خ -، وانظر سيرة ابن هشام ٤/ ٨٦.

(٢) ابتسام البرق - خ -.

(٣) أورد خطبة النبي ÷ التي ذكرها المؤلف هنا ابن هشام في السيرة النبوية ٤/ ٩٥، ولفظها بعد أن حمد الله وأثنى عليه: «يا معشر الأنصار، ما قالة بلغتني عنكم؟، وجدة وجدتموها عليَّ في أنفسكم؟ ألم آتكم ضلاّلاً فهداكم الله، وعالة فأغناكم الله، وأعداء فألف الله بين قلوبكم؟» قالوا: بلى، الله ورسوله أمن وأفضل، ثم قال: «ألا تجيبونني يا معشر الأنصار؟» قالوا: بماذا نجيبك يا رسول الله؟ لله ولرسوله أمن وأفضل، قال ÷: «أما والله لو شئتم لقلتم، فلصدقتم: أتيتنا مكذَّباً فصدقناك، ومخذولاً فنصرناك، وطريداً فآويناك، وعائلاً فآسيناك، أوجدتم يا معشر الأنصار في أنفسكم في لعلعة من الدنيا تألفت بها قوماً ليسلموا، ووكلتكم إلى إسلامكم، ألا ترضون يا معشر الأنصار أن يذهب الناس بالشاة والبعير، وترجعون برسول الله إلى رحالكم، فوالذي نفس محمد بيده، لولا الهجرة لكنت امرأً من الأنصار، ولو سلك الناس شعباً وسلكت الأنصار شعباً، لسلكت شعب الأنصار، اللهم ارحم الأنصار، وأبناء الأنصار، وأبناء أبناء الأنصار»، قال: فبكى القوم حتى أخضلوا لحاهم، وقالوا: رضينا برسول الله قسماً وحظاً. انتهى.