حجة أبي بكر بالناس
  الضرار، وكانوا اثني عشر رجلاً(١)، فدعا رسول الله ÷ مالك بن الدخشم، ومعن بن عدي ونفراً معهما وقال لهم: «انطلقوا إلى هذا المسجد الظالم أهله فاهدموه، وحرقوه» فخرجوا سراعاً فهدموه وحرقوه، واتخذوا موضعه كُناسة تلقى فيها الجيف(٢)، وقدم ÷ المدينة في شهر رمضان.
حجة أبي بكر بالناس(٣)
  ثم كانت حجة أبي بكر بالناس سنة تسع، وبعث رسول الله ÷ علياً على أثره ليأخذ منه سورة براءة، وينبذ إلى المشركين ويقرؤها عليهم، ويعهد إلى الناس: ألاَّ يحج بعد هذا العام مشرك، ولا يطوف بالبيت عريان.
  وقال في (فتح الباري شرح البخاري): ووقع في حديث لعلي # عند أحمد: لما نزلت عشر آيات من براءة بعث بها رسول الله ÷ مع أبي بكر ليقرأها على أهل مكة ثم دعاني، فقال: «أدرك أبا بكر، فحيث ألفيته فخذ منه الكتاب» فرجع أبو بكر، فقال: يا رسول الله، نزل فيَّ شيء؟ قال: «لا، ولكن جبريل قال: لا يؤدي عنك إلا أنت أو رجل منك»(٤).
(١) ذكر أسماءهم ابن هشام في السيرة النبوية ٤/ ١١٥، انظرهم فيها.
(٢) انظر تفاصيل ذلك في سيرة ابن هشام ٤/ ١١٤ - ١١٥، وانظر الكشاف ٢/ ٢٩٤ - ٢٩٥.
(٣) انظر ابتسام البرق - خ -، وسيرة ابن هشام ٤/ ١٢٦ - ١٢٨، والكشاف ٢/ ٢٣٠ - ٢٣٢، وتنبيه الغافلين ١٢٥ - ١٢٦، وسيرة المصطفى ٦٥٧ - ٦٥٩.
(٤) ذكره ابن بهران في ابتسام البرق - خ -، قلت: وخبر بعث رسول الله ÷ لأبي بكر بسورة براءة، وأخذها منه ودفعها إلى أمير المؤمنين # خبر متواتر قد روته طوائف الأمة من المحدثين والمفسرين وجميع النقلة (انظر لوامع الأنوار ١/ ٧٧ - ٧٨) وشواهد التنزيل للحاكم الحسكاني ١/ ٢٣١ - ٢٤٣ من الرقم (٣٠٧) إلى الرقم (٣٢٧».