[السرية ألتي أسرت ثمامة بن أثال الحنفي]
  قال(١): فوالله ما تكلم، ووثبت إليه فاحتززت رأسه، وشددت في ناحية العسكر وكبرت، وشد صاحباي وكبرا، قال: فوالله، ما كان إلا النجاء ممن فيه، عندك، عندك، بكل ما قدروا عليه من نسائهم وأبنائهم، وما خف معهم من أموالهم، قال: واستقنا إبلاً عظيمة، وغنماً كثيرة، فجئنا بها إلى رسول الله ÷، قال: وجئت برأسه أحمله معي، فأعانني رسول الله ÷ من تلك الإبل بثلاثة عشر بعيراً(٢).
[السرية ألتي أسرت ثمامة بن أثال الحنفي]
  والسرية التي أسرت ثمامة بن أثال الحنفي.
  قال ابن هشام: بلغني عن أبي سعيد المقبري(٣)، عن أبي هريرة، أنه قال: خرجت خيل لرسول الله ÷، فأخذت رجلاً من بني حنيفة، لا يشعرون به، حتى أتوا به رسول الله ÷ فقال: «أتدرون من أخذتم؟ هذا ثمامة بن أثال الحنفي، أحسنوا إساره»، ورجع رسول الله ÷ إلى أهله، فقال: «اجمعوا ما كان عندكم من طعام، فابعثوا به إليه» وأمر بلقحته أن يغدا بها عليه ويراح، فجعل لا يقع من ثمامة موقعاً، ويأتيه رسول الله ÷ فيقول: «أسلم يا ثمامة»، فيقول: أيهاً! يا محمد، إن تَقْتُلْ تَقْتُلْ ذا دم، وإن ترد الفداء فسل ما شئت، فمكث ما شاء الله ثم قال النبي ÷: «أطلقوا ثمامة»، فلما أطلقوه خرج حتى أتى البقيع، فتطهر فأحسن طهوره، ثم أقبل فبايع النبي ÷ على الإسلام، فلما أمسى جاءوه بما كانوا يأتونه به من الطعام، فلم يأكل إلا قليلاً، وباللقحة فلم يصب من حليبها إلا يسيراً، فقال ÷: «إن الكافر يأكل في سبعة أمعاء، وإن
(١) قال، سقط من (ب).
(٢) السيرة النبوية لابن هشام ٤/ ١٩٣ - ١٩٥ باختصار وتصرف.
(٣) في (ب) وفي نسخة أخرى وفي سيرة ابن هشام: المقبري، كما أثبته، وفي (أ): المكبري.