[بعوثه ÷ إلى الملوك]
  وسألتك عن أتباعه، أضعفاؤهم أم أشرافهم؟ فقلت: بل ضعفاؤهم، وهم أتباع الرسل، وسألتك: هل كنتم تتهمونه بالكذب؛ قبل أن يقول ما قال؟ فزعمت أن لا، فعرفت أنه لم يكن لِيَدَّعِ الكذب على الناس، ثم يذهب فيكذب على الله، وسألتك: هل يرتد أحد منهم(١) عن دينه بعد أن يدخل فيه(٢) سخطة له؟ فزعمت أن لا، وكذلك الإيمان إذا خالط(٣) بشاشة القلوب، وسألتك: هل يزيدون أو ينقصون؟، فزعمت أنهم يزيدون، وكذلك الإيمان حتى يتم، وسألتك: هل قاتلتموه؟، فزعمت أنكم قاتلتموه، فيكون الحرب بينكم وبينه سجالاً، فينال منكم وتنالون منه، وكذلك الرسل تبتلى ثم يكون لهم العاقبة، وسألتك: هل يغدر؟، فزعمت أنه(٤) لا يغدر، وكذلك الرسل لا تغدر، وسألتك: هل قال هذا القول أحد قبله؟، فزعمت أن لا، فقلت: لو كان قال هذا القول أحد قبله، قلت: رجل إئتم بقول قيل قبله.
  قال: ثم قال: بِمَ يأمركم؟.
  قال: قلت: يأمرنا بالصلاة، والزكاة، والصلة، والعفاف.
  قال: إن يك كما تقول فيه حقاً فإنه نبي، ولو(٥) كنت أعلم أنه خارج، ولم أك(٦) أظنه منكم، ولو أني(٧) أعلم أني أخلص إليه لأحببت لقاءه، ولو كنت عنده لغسلت عن قدميه، وليبلغن ملكه ما تحت قدمي، قال: ثم دعا بكتاب رسول الله ÷ فقرأه، فإذا فيه:
(١) في (ب): منكم.
(٢) فيه، سقط من (ب).
(٣) في (ب): خلط.
(٤) في (أ): أن،
(٥) في (ب): وقد كنت.
(٦) في (أ): ولم أكن.
(٧) أني، سقط من (ب).