السيرة النبوية المنتزعة من كتاب اللآلئ المضيئة،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

[بعوثه ÷ إلى الملوك]

صفحة 258 - الجزء 1

  وسألتك عن أتباعه، أضعفاؤهم أم أشرافهم؟ فقلت: بل ضعفاؤهم، وهم أتباع الرسل، وسألتك: هل كنتم تتهمونه بالكذب؛ قبل أن يقول ما قال؟ فزعمت أن لا، فعرفت أنه لم يكن لِيَدَّعِ الكذب على الناس، ثم يذهب فيكذب على الله، وسألتك: هل يرتد أحد منهم⁣(⁣١) عن دينه بعد أن يدخل فيه⁣(⁣٢) سخطة له؟ فزعمت أن لا، وكذلك الإيمان إذا خالط⁣(⁣٣) بشاشة القلوب، وسألتك: هل يزيدون أو ينقصون؟، فزعمت أنهم يزيدون، وكذلك الإيمان حتى يتم، وسألتك: هل قاتلتموه؟، فزعمت أنكم قاتلتموه، فيكون الحرب بينكم وبينه سجالاً، فينال منكم وتنالون منه، وكذلك الرسل تبتلى ثم يكون لهم العاقبة، وسألتك: هل يغدر؟، فزعمت أنه⁣(⁣٤) لا يغدر، وكذلك الرسل لا تغدر، وسألتك: هل قال هذا القول أحد قبله؟، فزعمت أن لا، فقلت: لو كان قال هذا القول أحد قبله، قلت: رجل إئتم بقول قيل قبله.

  قال: ثم قال: بِمَ يأمركم؟.

  قال: قلت: يأمرنا بالصلاة، والزكاة، والصلة، والعفاف.

  قال: إن يك كما تقول فيه حقاً فإنه نبي، ولو⁣(⁣٥) كنت أعلم أنه خارج، ولم أك⁣(⁣٦) أظنه منكم، ولو أني⁣(⁣٧) أعلم أني أخلص إليه لأحببت لقاءه، ولو كنت عنده لغسلت عن قدميه، وليبلغن ملكه ما تحت قدمي، قال: ثم دعا بكتاب رسول الله ÷ فقرأه، فإذا فيه:


(١) في (ب): منكم.

(٢) فيه، سقط من (ب).

(٣) في (ب): خلط.

(٤) في (أ): أن،

(٥) في (ب): وقد كنت.

(٦) في (أ): ولم أكن.

(٧) أني، سقط من (ب).