[بعوثه ÷ إلى الملوك]
  
  «من محمد رسول الله، إلى هرقل عظيم الروم، سلام على من اتبع الهدى، أما بعد:
  فإني أدعوك بدعاية(١) الإسلام، أَسْلِمْ تَسْلَمْ، يؤتك الله أجرك مرتين، فإن(٢) توليت فإن عليك إثم الأريسيين و {يَاأَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللَّهَ} إلى قوله: {فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ}[آل عمران: ٦٤] فلما فرغ من قراءة الكتاب، ارتفعت الأصوات، وكثر اللغط، وأمر بنا فَأُخْرِجْنَا، قال: فقلت لأصحابي حين خرجنا: لقد أمَّر أمر ابن أبي كبشة، إنه ليخافه ملك بني الأصفر، فما زلت موقناً بأمر رسول الله ÷ أنه سيظهر حتى أدخل الله عَليَّ الإسلام.
  قال الزهري(٣): فدعا هرقل عظماء الروم فجمعهم في دار له، فقال: يا معشر الروم، هل لكم بالفلاح والرشد، آخر الأبد، وأن يثبت لكم ملككم، قال: فحاصوا حيصة حمر الوحش إلى الأبواب فوجدوها قد غلقت، فقال: عليَّ بهم فدعاهم، فقال: إني إنما اختبرت شدتكم على دينكم، فقد رأيت منكم الذي أحببت، فسجدوا له ورضوا عنه، انتهى ما رواه البخاري(٤).
  وعبد الله بن حذافة السهمي، إلى كسرى ملك فارس فمزق الكتاب، فقال ÷: «مزق الله ملكه» فتمزق.
  وحاطب بن أبي بلتعة اللخمي، إلى المقوقس ملك الإسكندرية، ومصر، فقال خيراً
(١) في (ب): بدعاء.
(٢) في (ب): وإن.
(٣) هو محمد بن مسلم بن عبيد الله بن عبد الله بن شهاب الزهري، أبو بكر [٥١ - ١٢٥ هـ]، من أهل المدينة، نزل الشام واستقر بها، كان صاحب شرطة بني أمية وأحد أنصارهم، قال العلامة محمد بن الحسن العجري حفظه الله في (بغية الطالب في تراجم رجال أمالي أبي طالب) في ترجمته ما لفظه: أحد المبغضين للعترة، أحد أعوان بني أمية الظلمة، حديثه غير مقبول عند أئمة آل الرسول، قدح فيه الإمام القاسم بن إبراهيم # وغيره من الأئمة. انتهى.
(٤) وانظر نص رواية البخاري في بهجة المحافل للعامري ١/ ٣٧٠ - ٣٧٤.