فصل في وفاته ÷
  ما علم الله سبحانه في صدور القوم من مخالفته وعصيانه مرتين في حياته وبعد مماته، ولو أطاعوه في ذلك لكان لهم(١) ثواب واجبين، وفي ذلك من المصلحة مالا يخفى.
  وتوفي ÷ ليلة الإثنين لليلتين مضتا من ربيع الأول(٢)، وفي رواية: لعشر خلون من ربيع الأول(٣).
  وفي سيرة ابن هشام: عن ابن عباس: أن رسول الله ÷ توفي حين اشتد الضحى(٤)، يعني من يوم الإثنين، وفرغ من جهازه ÷ يوم الثلاثاء، ودفن ليلة الأربعاء(٥).
  وفي (جامع الأصول): كان ابتداء مرض النبي ÷ من صداع عرض له وهو في بيت عائشة(٦).
  قلت: قد سبق أن سببه انتقاض أكلة السم بخيبر، وأنه قال ÷ حين توفي: «ما زالت أكلة خيبر تعادّني(٧)، حتى الآن قطعت أبهري».
  ثم اشتد وهو في بيت ميمونة، ثم استأذن نساءه أن يمرض في بيت عائشة فأذِنَّ له، وكانت مدة مرضه اثني عشر يوماً، ومات يوم الإثنين ضحىً من ربيع الأول سنة إحدى عشرة من الهجرة، وسنة ثلاث وأربعين وتسعمائة للإسكندر، فقيل: مستهله، وقيل: لليلتين خلتا منه، وقيل: لاثنتي عشرة ليلة منه(٨)، وهو الأكثر(٩)، ودفن من الغد
(١) لهم، سقط من (ب).
(٢) ابتسام البرق - خ -.
(٣) المصدر المذكور، والرواية فيه عن ابن عباس.
(٤) السيرة النبوية لابن هشام ٤/ ٢١٤.
(٥) ذكره ابن بهران في ابتسام البرق - خ -، وانظر السيرة النبوية لابن هشام ٤/ ٢٢٢ - ٢٢٣.
(٦) ذكره أيضاً عن جامع الأصول ابن بهران في ابتسام البرق - خ -.
(٧) كذا في النسخ، وفي شرح النهج لابن أبي الحديد ١٠/ ٣٩٥: تعاودني، قلت: ومعنى تعادني: أي تراجعني، ويعاودني ألم سمها.
(٨) منه، زيادة من (ب).
(٩) ابتسام البرق - خ -، وانظر شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ١٣/ ٣٥ عن الطبري في تأريخه.