السيرة النبوية المنتزعة من كتاب اللآلئ المضيئة،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

مقام أبي طالب ونصرته للنبي ÷

صفحة 53 - الجزء 1

  ثم لما أيست قريش من أبي طالب نشبت الحرب بينهم وتنابذ القوم، فقال أبو طالب أشعاراً في ذلك، ثم إن قريشاً وثبت كل قبيلة منهم على من قِبَلِها من المسلمين يعذبونهم ويفتنونهم، ومنع الله رسوله بعمه أبي طالب، وكان أبو طالب ينشد الأشعار، ويحرض بني هاشم [وبني عبد المطلب]⁣(⁣١) على نصرة رسول الله ÷ حتى اجتمعت بنو هاشم وبنو المطلب معه، ونابذوا قومهم، ونصبوا لهم الحرب، فقال أبوطالب قصيدة منها:

  منعنا الرسول رسول المليك ... ببيض تلألأ كلمع البروق

  أذب وأحمي رسول المليك ... حماية حام عليه شفيق⁣(⁣٢)

  وقال أبو طالب قصيدة يمدح بها⁣(⁣٣) رسول الله ÷، ويخبر أنه غير مُسلِّم له، وقد خشي أن تجتمع العرب مع قومه على رسول الله ÷، منها:

  ولما رأيت القوم لا ودَّ فيهم ... وقد قطعوا كل العرا والوسائل

  وقد حالفوا قوماً علينا أضنة ... يعضون غيظاً خلفنا بالأنامل

  صبرت لهم نفسي بصفراء سمحة ... وأبيض عضب من تراث المقاول

  وأحضرت عند البيت رهطي وإخوتي ... وأمسكت من أثوابه بالوصائل


(١) سقط من (ب).

(٢) شرح ابن أبي الحديد ١٤/ ٧٤، مع اختلاف يسير.

(٣) في (ب): فيها.