السيرة النبوية المنتزعة من كتاب اللآلئ المضيئة،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

[وافدة النساء]

صفحة 82 - الجزء 1

  وقال أيضاً: عن ابن هشام، عن ابن إسحاق: لما افتتح رسول الله ÷ مكة وفرغ من تبوك وأسلمت ثقيف وبايعت، ضربت إليه وفود العرب من كل وجه، قال ابن هشام: حدثني أبو عبيدة أن ذلك سنة تسع، وأنها كانت تسمى سنة الوفود، قال: قال ابن إسحاق: وإنما كانت العرب تربص بالإسلام أمر هذا الحي من قريش، وذلك أن قريشاً كانوا إمام الناس وهاديهم، وأهل البيت والحرم، وصريح ولد إسماعيل بن إبراهيم، وقادة العرب لا ينكرون ذلك، وكانت قريش هي التي نصبت لحرب رسول الله ÷ وخلافه، فلما اُفْتُتحت مكة، ودانت له قريش، ودوَّخها الإسلام، عرفت العرب أنه لا طاقة لهم بحرب رسول الله ÷ ولا عداوته، فدخلوا في دين الله كما قال الله ø: {أَفْوَاجاً}⁣[النصر: ٢](⁣١).

[وفد تميم]

  وقدم عليه ÷ وفد تميم، ونادوا رسول الله ÷ من وراء الحجرات: أن اخرج إلينا يا محمد، فتأذى رسول الله ÷ من صياحهم كما حكى الله تعالى⁣(⁣٢).

[وافدة النساء]

  وقدم عليه ÷ وافدة النساء، عن عبد الله بن عمر، قال: كنت عند النبي ÷، فأتته أسماء بنت سهل، فقالت: بأبي أنت وأمي، أنا وافدة النساء إليك، ما من امرأة في شرق ولا في⁣(⁣٣) غرب إلا ورأيها مثل⁣(⁣٤) رأيي، إن الله بعثك إلينا فآمنا بك وبالإله الذي


(١) سيرة ابن هشام ٤/ ١٣٩.

(٢) ابتسام البرق - خ -، وانظر سيرة ابن هشام ٤/ ١٣٩ - ١٤١، والسفينة (ج ٢) خ، والكشاف ٤/ ٣٥٩ - ٣٦١.

(٣) في، زيادة من (ب).

(٤) مثل، سقط من (ب).