[رواية أخرى]
  فهناك لو فَقَأْتَ غير مشوّهٍ(١) ... عينيك من جزع عذرتَ علانا
  رزءٌ لعمرك لو يُصاب بمثله ... ميطان صدَّع رزؤه ميطانا(٢)
  فقال الزبيري: والله الذي لا إله إلا هو - وأمرّها غموساً - ماقلتُ من هذا شيئاً، ولقد تقوّل عليّ ما لم أقل.
  قال عيسى بن أبي جعفر: فأقبل الرشيد على يحيى #، فقال: هل من بينة سمعت منه هذه المرثية.
  قال: تأذن لي استحلفه.
  قال: شأنك به، استحلفه على ما تريد.
  قال: فأقبل يحيى على الزبيري؛ فقال: قل برأك الله من حَوْله وقوته ووكلكَ إلى حولكَ وقوتك إن كنت قلت هاتين المرثيتين ولا المديح الأول.
  فقال الزبيري: برأني الله من حوله وقوته ووكلني إلى حولي وقوتي إن كنتُ قلتُ شيئا مما قال.
  فلما حلف، قال يحيى صلى الله عليه: قَتلْته والله ياهارون(٣).
(١) تروى في بعض المصادر والنسخ: (غير مسرَّة).
(٢) ميطاناً: من حبال المدينة شرقي بني قريظة، معجم البلدان ٥/ ٢٤٣
(٣) في الأغصان ٢٥٥، ما لفظه: «لما حلف [الزبيري] روى الإمام يحيى حديثاً عن الرسول ÷، وهو أنه قال: «ما حلف أحد بهذه اليمين كاذباً إلا عجل الله له العقوبة بعد ثلاث»، وفي نهج البلاغة عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب: (حلّفوا الظالم إذا أردتم يمينه بأنه بريء من حول الله وقوته، فإنه إذا حلف كاذباً عوجل وإذا حلف بالله الذي لا إله غلا هو لم يعاجل؛ لأنه =