أخبار فخ وخبر يحيى بن عبدالله (ع) وأخيه إدريس بن عبدالله (ع)،

أحمد بن سهل الرازي (المتوفى: 310 هـ)

[نقض أمان يحيى #]

صفحة 108 - الجزء 1

  عندك في رجاء ثواب ولاخوف من عقاب، فهلا سترت على مايخفي ضميرك مماقد أبديته من هتك سترك وإبداء عوْرتك؛ معاندة لله ولدينه، وعداوةً منك لله ولرسوله ولذرية رسوله.

  ثم التفت إلى الرشيد، فقال له: يا هارون إتق الله وراقبه فإنه قلّ ما ينفعك هذا وضرباؤه: {وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ}⁣[الفرقان: ٢٧]، ويقول الكافر: {يَاوَيْلَتَا لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا ٢٨}⁣[الفرقان: ٢٨] {يَوْمَ لَا يَنْفَعُ الظَّالِمِينَ مَعْذِرَتُهُمْ وَلَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ ٥٢}⁣[غافر].

  فقال الرشيد لمن حضره من الفقهاء وغيرهم: انظروا لا يستحلَّ أن يقول يا أمير المؤمنين، وأراد هارون أن يحتجّ عليه ليبطل أمانه.

  فقال يحيى صلي الله عليه: ما جزعك من اسم سماكه أبواك، وقد كان يقال لرسول الله صلي الله عليه وآله: يا محمد، فما يُنْكرِ على الداعي له بذلك، وقد سمْاه الله رسول الله #.

  وقال موسى في حديثه: فأمر هارون جماعة القرشيين والفقهاء أن يكلّموا يحيى يخبرهم بأسماء السبعين الذين أعطاهم الأمان.

  قال: وقال هارون: كلّما عزمت على طلب أعدائي نُهيت من أجل هؤلاء الذين أعطيتهم الأمان ألاّ أتعرضهم.

  قال: فقالوا ليحيى صلي الله عليه: أذكر لأميرالمؤمنين أسماء أصحابك لئلا يغلط بهم فيأخذهم وقد أعطاهم الأمان فيأثم، وكلّموه بكلام هذا معناه.

  فقال يحيى #: إنْ أراد أميرالمؤمنين أن يفي لي ولهم عرّفني رأيه في الوفاء، فمتى أخذ رجلاً من أصحابي الذين أخذتُ لهم الأمان أخبرته به حتى أستوفي عدد