أخبار فخ وخبر يحيى بن عبدالله (ع) وأخيه إدريس بن عبدالله (ع)،

أحمد بن سهل الرازي (المتوفى: 310 هـ)

[إيقاع الرشيد بالبرامكة، وموت يحيى]

صفحة 120 - الجزء 1

  نظر إليه وتأمّله، قال: أنت يحيى بن عبدالله، فأنكرَ ذلك؛ وتهدّده وضربه؛ فأنكر وأخفى خبره.

  وقال: هذا يحيى دفعه هارون إلى جعفر ليقتله فأطلقه، وإنْ بلغ هارون إطلاقه كان فيه هلاك آل برمك.

  فخرج به يتنطح إلى هارون يطوي المنازل حتى وافاه بمكة، فدخلها ليلاً ومعه سبعة أبعره؛ فمضى حتى صار إلى دار الفضل بن الربيع، فاستأذن عليه من ليلته.

  فقال له الفضل: تركتَ عملكَ وجئت؟.

  فقال: إنَّ الأمر الذي جِئْتُ له أعظم من أن يذكر معه عملاً.

  قال: ما هو؟

  قال: هذا يحيى بن عبد الله معي.

  قال له الفضل: قد مات يحيى.

  قال: هذا يحيى معي.

  - وكان الفضل عدوّ البرامكة - فقال له محمد بن خالد بن برمك: أَعْلم أميرالمؤمنين مكاني، وانظر أن لا يعلم بي أحدٌ فإنَّه إنْ عَلِمَ بي جعفر خفْتُ أنْ يغتالني.

  قال: فأخبر الفضل هارون بأمر يحيى، قال: فأقلقه ذلك، فوّجّه إلى هرثمة فأُحْضر وإلى محمد بن خالد وغيرهما فشاورهم، فقال له هرثمة: يا أميرالمؤمنين إنك في موسم مثل هذا ولا آمنُ إن أحسّ جعفر بأمر يحيى وخيانته فيه استقتل وعمل في صرف الخلافة.

  قال: فما الرأي؟

  قال: أنْ تضربَ عنق هذا القادم عليك وكل من معه من الغلمان والحشم لئلا يخرج خبره، وتأمرَ بيحيى تطوي به المنازل إلى بغداد طيّاً، وتُظْهرلجعفرمن اللين والكرامة