[إيقاع الرشيد بالبرامكة، وموت يحيى]
  قال: فبعضهم يقول: مضى إلى بلاد الشرك، وبعضهم يقول: إنه أعقب في بلاد الإسلام بعد هذا(١).
  وكان رجل يعرف بعبدالله بن منصور، وكان خّيراً فاضلاً كثير العلم، كتب عن الناس من أهل البيت وغيرهم، قال: إنه من ولد يحيى بن عبد الله، وذلك أن جدّه منصور البخاري أبا أمه كان من أصحاب يحيى، فلما طُلبوا وأُخذ أصحاب يحيى فرّ من بخاري ونزل قومس، فلما خرج يحيى من القبر لقيه منصور وهو خارج إلى الجبال بقومس، قال: أين تريد؟ قال: أريد أن أدخل بلاد الشرك: تبت أو الترك.
  قال له منصور: لا تفعل؛ ولكن أقمْ عندي ولا يعلم أحد من خلق الله من أنت، فإنك إن انكتم أمرك لم تخفْ إن شاء الله، فأقام عنده وزوّجه منصورابنته، فولدت منه عبد الله هذا، مات بطبرستان عند الحسن بن زيد سنة سبع وستين ومائتين وله جماعة أولاد(٢).
(١) تعددت الروايات في كيفية موت الإمام يحيى بن عبد الله، فكما أخبرنا المؤلف الرازي فيما مضى من الكتاب يروي عن موسى بن عبد الله: «رجلان من أفضل أهل زمانهما وأفضل أهل عصرهما أحدهما من ولد الحسن والآخر من ولد الحسين لا يوقف على موتهما ولا على قتلهما كيف كان: موسى بن جعفر، ويحيى بن عبدالله».
ففي المقاتل عدة أخبار من مصادر مختلفة أنه مات في الحبس: خُنِقَ، وسمّ، وبُنيت عليه اسطوانة بالرافقة وهو حي، وألقي للسباع فأكلته، ويأتي في الإفادة تاريخ الأئمة السادة ويزيد رواية أخرى هي تكملة لرواية الأصفهاني ما لفظه: «إنه لما خرب القصر المعروف بالقرار من فتنة محمد الملقب بالأمين أيام قتال المأمون له وُجد ميتاً بين اسطوانين، الإفادة ١٠٧.
(٢) في الإفادة عند ذكر أولاده: «محمد وله العقب، وعيسي مئناث، وإبراهيم درج، وعبد الله درج، وصالح درج»، أما في الأغصان فجعل أولاده اثنين محمد المحدث، وجعفر، وأخذ في سرد ذريتهما: محمد بن الإمام يحيى من ذريته آل الحازمي، وجعفر بن يحيى ولده الإمام محمد بن جعفر ملك =