مقدمة المؤلف
  
  الحمد لله رب العالمين، وصلّى الله على محمد خاتم النبيين، وآله الطيبين الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً.
  قال أبو عبدالله أحمد بن سهل الرازي |، وبعد: فإنِّي إنما ابتدأتُ بذكر الحسين ابن علي بن الحسن بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب، À، المقتول بفخ(١)، لأنَّ أول حركة يحيى بن عبدالله وطلب القوم له إنَّما كان بسبب خروجه مع الحسين بن علي [الفخي] ~؛ فاحتجت إلى أنْ أذكر طرفاً من خبر الحسين، والسبب الذي هاج ذلك؛ ليتصل آخر خبر الحسين بن علي بأول خبر يحيى بن عبد الله، ~، فنأتي من ذلك بما أردنا شرحه مستقصىً إن شاء الله.
(١) فخ: واد بمكة، وقال المسعودي في مروج الذهب: فخ على بعد ستة أميال من مكة، روي عن أبي جعفر # أنه قال: مّر النبي ÷ بفخ فنزل فصلى ركعة، فلما صلي الثانية بكى وهو في الصلاة، فلما رأى الناس النبي يبكي بكوا، فلما انصرفوا قال: ما يبكيكم؟ قالوا: لما رأيناك تبكي بكينا يارسول الله، قال: نزل عليَّ جبريل لما صليتُ الركعة الأولى، فقال: «يا محمد إن رجلاً من ولدك يُقْتل في هذا المكان وأجر الشهيد معه أجر شهيدين»، وفي يوم التروية من شهر ذي القعدة سنة (١٦٩) استشهد الإمام الحسين بن علي مع ما ينيف على مائة شهيد من أهل بيته، وبقي قتلاهم ثلاثة أيام حتى أكلتهم السباع، ولذا يقال: لم تكن مصيبة بعد كربلاء أشد وأفجع من فخ. معجم البلدان ٤/ ٣٣٤، دائرة المعارف الاسلامية الشيعية مجلد ١ الجزء ١٢، مروج الذهب ٣/ ٣٣٦، مقاتل الطالبيين ٣٦٦، ورواه سماحة مولانا الإمام مجد الدين بن محمد المؤيدي أيده الله تعالى وأدام ظله في التحف شرح الزلف في سيرة الإمام الحسين بن علي @، ومن أراد الاستكمال في سير الأئمة فعليه بالتحف شرح الزلف لمولانا وحجة عصرنا الإمام/ مجدالدين بن محمد بن منصور المؤيدي أيده الله تعالى.