التحفة العسجدية فيما دار من الاختلاف بين العدلية والجبرية،

الحسن بن يحيى القاسمي (المتوفى: 1343 هـ)

عجيبة [المجبرة يذمون العدلية]

صفحة 100 - الجزء 1

  إنزال الكتب وإرسال الرسل.

  وإن قالوا: نحن غير معذورين، قيل: فأنتم الآن عصاة مصرون بعدم رضاكم بما قدر على العدلية، وبذمكم لهم، ومع هذا تدعون أنكم أهل الحق، وأهل السنة، والعدلية أهل البدع والأهواء، لأن العدلية قالوا: إن الله عدل حكيم لا يشاركه في القدم غيره، وأن جميع أفعاله حكمة مقصودة له، ليست اتفاقية، وأنه تعالى منزه عن فعل الفحشاء، وإرادتها والأمر بها، وأنه تعالى ليس بظلام للعبيد، فلم يكن ليعاقب أحداً بغير عمله الذي أوجده ذلك العامل من ذكر وأنثى.

  ولا ينهى عن الكفر ثم يوجده هو في عبيده، ولا خلق السموات والأرض عبثاً، وأن الفحشاء والقبائح من أفعالنا، وأن حجة الله تعالى قائمة علينا، بالتمكين من الطاعة، والمعصية، وأنه قد أنعم علينا بالقدرة على أفعالنا كما أنعم علينا بالسمع والبصر والفؤاد، كل أولئك كان المرء عنه مسئولاً.

  وأن الأنبياء ما أرادوا إلا ما يريد الله، ولا كرهوا إلا ما يكرهه تعالى، وأنه سبحانه يوصف بأنه مريد، وكاره، وأنه يجب⁣(⁣١) الرضاء بما أراده الله ورضيه، ويجب الرضاء بالقضاء حلوه ومره، وخيره وشره، وأن أفعالنا ليست بقضاء علينا، وقدر جبراً.

  وأنه تعالى حي عالم قادر بلا حاجة إلى ما لا يكون حياً قادراً عالماً إلا به، وأنه غني عن كل شيء، وهو على كل شيء قدير، لا يعجزه


(١) في نسخة بالحاء المهملة.