حكاية [سؤال الحجاج لأربعة من علماء المعتزلة عن أفعال العباد]
  وإنما يدل على المنقول، فكيف يعتمد على أنظارهم من يريد طلب الحق بعد ضلالهم في المسألة الجلية.
  فالصواب اجتناب أصولهم، وقواعدهم ومذاهبهم بالكلية، ولنذكر من ذلك ما عثرنا عليه من نقل العلماء عنهم، وإن لم نأت على الجميع.
  فنقول وبالله التوفيق: قالت الجبرية الذين جميع مذهبهم ما سبق أنهم أهل السنة، ونذكر من قواعدهم ومذاهبهم أموراً:
  الأول: التشبيه والتجسيم، فالحنابلة دانوا بذلك حقيقة، وسائر السنية بطريق الإلتزام، لتجويزهم الرؤية.
  الثاني: إعتقادهم أن القرآن قديم مع الله تعالى، وتهالكهم في ذلك، وتكفير من يعتقد أنه مخلوق لله تعالى.
  الثالث: إعتقادهم أن الله سبحانه هو الفاعل للكفر في الكفار، ولجميع المعاصي في أهل العصيان، وأنه يريدها.
  الرابع: إعتقادهم أن الله سبحانه ما خلق الكفار إلا للكفر، والمسلمين إلا للإسلام.
  الخامس: إعتقادهم أن الله سبحانه يفعل الأشياء لا لحكمة وصواب فيضل من يشاء بغير استحقاق من الضال، ويهدي من يشاء بغير سبب من المهتدي.
  السادس: إعتقادهم أن الله سبحانه في الآخرة يأخذ قبضة من الناس فيضعها في النار، ولا يبالي، ولو كانت من الأنبياء والأولياء، ويأخذ قبضة فيضعها في الجنة ولا يبالي ولو كانت من الكفار والأشقياء