التحفة العسجدية فيما دار من الاختلاف بين العدلية والجبرية،

الحسن بن يحيى القاسمي (المتوفى: 1343 هـ)

فصل [تحذير من مذهب الجبرية، وذكر جملة من قواعدهم]

صفحة 105 - الجزء 1

  كنصبهم للمقامات الأربعة في الجوامع الكبار، وفي الحرم الشريف⁣(⁣١) ويصلون فيها أربع جماعات بأربعة أئمة، وهذا مما أجمع على أنه بدعة، وإنما حملهم على ذلك التعصب في المذهب، لأن بني العباس كانت تحمل العداوة لأولاد أمير المؤمنين علي #، وكان في العلماء من يعتقد حب أولاد علي #، ويفضلهم على بني العباس لقربهم من رسول الله ÷ فتبعهم أكثر الزهاد وأهل التقى، فأرادت بنو العباس أن تميل العامة عن أقوالهم وأتباعهم، وتحيلوا عليهم بالمقامات، وحملوهم على مذاهب الفقهاء الأربعة، فهذه المناصب لم يكن لله فيها شيء، وإنما هي تعصب محض، وفتنة للعامة عن إتباع أهل بيت النبوة، ومعدن الرسالة.

  الثالث عشر: أنهم يترافعون عن الظلمة، ويريد بعضهم هلاك بعض وبعضهم يسمم لبعض، لأجل المناصب والجوامك، وهذا لا شك فيه من خبرهم، ويتسمون بأهل السنة، وهم في الحقيقة أهل البدعة.

  الرابع عشر: أنهم سووا بين الصحابة، وأنهم في الفضل والعدالة سواء، ولا يفرقون في قبول الرواية بين صالحهم ومجاهرهم، ولا بين معصومهم ومخذولهم.

  الخامس عشر: إعتقادهم أن مشائخ الصوفية في منزلة النبوة، يجري لهم من الكرامات ما يجري للأنبياء من المعجزات، إلا أن الأنبياء يجب عليهم أن يظهروا المعجزات، والصوفية يجب عليهم أن يكتموا الكرامات، ولا خلاف أن فضلاء الصحابة أفضل من الصوفية


(١) كان هذا سابقاً، أما الآن فقد أزيلت من الحرم الشريف.