[سؤال هل كان النبي ÷ يحب عليا #؟]
  أنه قدمه، لأنه في آية المباهلة جعله نفسه، ونفس النبيء أقدم، وكذا في خبر المنزلة، لأن هارون أقدم من سائر بني إسرائيل، وفي خبر الغدير لأنه قال: «من كنت مولاه فعلي مولاه» والمعلوم أن النبيء ÷ مولى الصحابة.
  وخبر براءة فإنه قدمه على أبي بكر.
  وخبر جمع بني هاشم بعد نزول آية إنذار الأقربين، فإنه قدمه على الكل، هذا لا يمكنهم دفعه إلا بالبهت.
  وكذا خبر الثقلين، فإنه مقدم لأهل البيت على كافة الأمة، وخبر السفينة فإنه حكم فيهما بوجوب اتباعهم، والمتبوع أقدم، وأفضل من التابع.
  والخبران هذان لا يمكن دفعهما إلا بالمكابرة.
  هذا من غير ما رووه من الأخبار القاضية بتقديمه.
  فعلى هذا أن النبيء وأهل بيته على مصطلح أهل السنة روافض غلاة مبتدعون، صانهم الله عن ذلك، وأعلى درجتهم في الدارين.
  ثم إنهم رووا مع الشيعة - أي الزيدية - أن السبب في إسم الرفض إنما ذلك هو من سماهم به الإمام زيد بن علي لما رفضوا إمامته، فنقلوا هذا الإسم، وجعلوه في من فضل علياً، أو قدح فيمن حاربه من اعدائه، فإنه ضال مضل، مع أنهم قد رووا قوله ÷ في أهل بيته «أنا حرب لمن حاربتم» ونحوه، مما يؤدي معناه، فقد قدح النبيء ÷ في من عادى أهل بيته، أو حاربهم، فلزمهم أنه رافضي، وهذا بين.
  ثم إن المعلوم أن النبيء ÷ وفاطمة والحسنين، وسائر أولادهم