التحفة العسجدية فيما دار من الاختلاف بين العدلية والجبرية،

الحسن بن يحيى القاسمي (المتوفى: 1343 هـ)

[سؤال هل كان النبي ÷ يحب عليا #؟]

صفحة 113 - الجزء 1

  الأكرمين الطيبين يحبون علياً سواء قلنا بتقديمه أو لا فهم حينئذ شيعة.

  ولا يخلو أهل السنة من أحد أمرين:

  إما أن يقتدوا بالنبيء وأهل بيته، ولزمهم التشيع، ولزمهم من الوصمة ما لزم الشيعة.

  أو لا يقولوا بالمحبة لهم، لزمهم العداوة للنبيء وأهل بيته.

  لأن القرآن قابل بين التشيع بالعداوة في قصة موسى {هَذَا مِنْ شِيعَتِهِ وَهَذَا مِنْ عَدُوِّهِ فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِنْ شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ} فليتبؤوا أي الأمرين، ولله من قال:

  وأقسم ما جازوه في أهل بيته ... وفي نفسه إلا جزاء أم عامر

  ثم قد اشتهر عن أمير المؤمنين أنه نال من معاوية وأضرابه، وتجرم من أهل السقيفة، ومن فعل هذا فهو عندهم ضال مضل رافضي غال إلى آخر عباراتهم الشنيعة، فيلزمهم أن علياً كرم الله وجهه كذلك، وكذلك النبيء قد سمى أعداء أمير المؤمنين بالناكثين والقاسطين، والمارقين الباغين، فيلزمهم في النبيء ÷ لأن هذه السمات من أبلغ السب.

  ولذا قال بعضهم: إنه لا يقبل الحاكم إن كان ينال من معاوية، حتى قال السبكي: لا يليق بالحاكم ذلك.

  ورموا النسائي بالتشيع لامتناعه من التأليف في فضل معاوية، مع أن النسائي يقدم المشائخ.

  ولقائل أن يتأول لهم: أنهم يطلقون هذه الإصطلاحات والألفاظ لأمور، ولا ينتبهون لما يلزم من ذلك، من الأمور الشنيعة المؤدية