التحفة العسجدية فيما دار من الاختلاف بين العدلية والجبرية،

الحسن بن يحيى القاسمي (المتوفى: 1343 هـ)

[حديث «علي خير البشر» وما في معناه]

صفحة 115 - الجزء 1

  هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ ٧} أنت وشيعتك، وموعدي وموعدكم الحوض إذا جيئت الأمم للحساب تدعون غراً محجلين). انتهى.

  وأخرج خبر «علي خير البشر فمن شك فقد كفر» في كتاب كنوز الحقائق عن أبي يعلى.

  وأخرج أيضاً خبر «علي وشيعته هم الفائزون يوم القيامة» عن الديلمي.

  وأخرج أيضاً خبر «علي خير البشر فمن أبى فقد كفر» عن الخطيب البغدادي، وهذا الخبر أعني «علي خير البشر» إلخ قال شارح كتاب الدعامة: إن شيخه يرويه بإحدى وسبعين طريقاً، وأورده محمد بن سليمان الكوفي مسنداً في مناقبه بطرق ذكرها، ورواها الكنجي.

  وفي شواهد التنزيل للحاكم الحسكاني أحاديث كثيرة في حديث «علي خير البرية» مرفوعة وموقوفة.

  نعم: فإذا صح أن علياً خير البشر والبرية بهذه الروايات فما بقي أن النبيء ÷ فضل علياً، وأثنى عليه، وعلى شيعته، وأتى بما يخالف اصطلاح أهل السنة، ولزمهم أن النبيء ÷ رافضي غال إلى آخر كلامهم الفضيع.

  فالعجب من أهل الفطنة منهم لعدم تيقظهم سيما غير ابن تيمية، ومن حذا حذوه من أهل السنة، وكيف صار العمل بالسنة النبوية مضادة لسنتهم.

  فإن قالوا: إن النبيء ÷ قد خصص هذا العموم بإخراج الشيخين؟.