[بيان عقائد أهل السنة]
  قال: وهذا صنيعهم، وأنه لا ينبغي تقليدهم، ولا الإعتماد على أقاويلهم، وإنما يكون ذلك كالأمارة فخذ ودع.
[بيان عقائد أهل السنة]
  وقال: وأكثر الجرح والتعديل مترتب على العقائد التي تعمقوا فيها حتى ضلوا وضلل بعضهم بعضاً، فترى بعضهم يجعل الجبر الذي هو شر جهالة، وأخبث مقالة، وهو إنكار الضرورة العقلية والشرعية، فيجعله هؤلاء مدحاً يسمونه السنة، ومن وصف به فهو العدل، ويقدحون في من قال: إن الله جعل للعبد قدرة واختياراً، أو قال: إن القرآن مخلوق، أو قال: إن الله لا يرى، أو نحو ذلك. انتهى.
  فإن قلت: قد اشتمل مذهب هؤلاء السنية على أنهم جبرية قدرية مشبهة، يقولون: بأن مع الله قديم، ويكلف ما لا يطاق، وينفون التحسين والتقبيح العقليين.
  ويقولون: إن الله يأخذ قبضة فيرمي بها في النار ولا يبالي، وإن كان فيها نبيء، وكذا مثلها في الجنة وإن كان فيها كافر، وأن من صدق بالله وبالنبيء وما جاء به، واستمر عمره نحو ستين سنة لا يصلي ولا يصوم، ولا يحج ولا يزكي مع وجوب ذلك عليه، ويشرب الخمر، ويزني ويلاوط، ويسرق ويظلم، ويقتل النفس التي حرم الله ويربي، فإنه يخلد في الجنة(١).
  وأنه يفعل أفعاله لغير حكمة.
  ثم انحرافهم عن الآل وشيعتهم، ووصفهم لهم بالرفض وغيره من
(١) إما بعد العفو عنه، أو بالشفاعة، أو يدخل النار فيعذب على قدر معصيته، ثم يخرج منها لا محالة، ويدخل الجنة.