التحفة العسجدية فيما دار من الاختلاف بين العدلية والجبرية،

الحسن بن يحيى القاسمي (المتوفى: 1343 هـ)

[تظلم علي # من الصحابة]

صفحة 129 - الجزء 1

  رسول الله ÷ «من كنت مولاه فهذا مولاه» غيري؟ فقالوا: لا، فقال: أفيكم أحد قال له رسول الله ÷: «أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي» غيري؟ قالوا: لا فقال: أفيكم من أؤتمن على سورة براءة وقال له رسول الله ÷: «إنه لا يؤدي عني إلا أنا أو رجل مني» غيري؟ قالوا: لا.

  قال: (ألا تعلمون أن أصحاب رسول الله ÷ فروا عنه في مآقط الحرب في غير موطن؟ وما فررت قط) قالوا: بلى.

  قال: (أتعلمون أني أول الناس إسلاماً)؟ قالوا: بلى.

  قال: (فأينا أقرب إلى رسول الله نسباً)؟ قالوا: أنت.

  فقطع عليه عبد الرحمن كلامه، وقال: يا علي: قد أبى الناس إلا على عثمان، فلا تجعلن على نفسك سبيلاً، ثم قال: يا أبا طلحة ما الذي أمرك به عمر؟ قال: أن أقتل من شق عصا الجماعة، فقال عبد الرحمن لعلي #: بائع إذن، وإلا كنت متبعاً غير سبيل المؤمنين، وأنفذنا فيك ما أمرنا به، فقال (#): لقد علمتم أني أحق بها من غيري.

  وقال فيها: قالت عائشة: قال لها رسول الله ÷: «لا يبغضه - يعني علياً # - أحد من أهل بيتي، ولا من غيرهم من الناس إلا وهو خارج من الإيمان».

  وروى أن أم سلمة ذكرت عائشة، قالت أم سلمة: وجاء أبوك ومعه عمر، ونحن في سفر فاستأذنا عليه، فقمنا إلى الحجاب، ودخلا يحدثانه فيما أرادا، ثم قالا: يا رسول الله إنا لا ندري قدر ما تصحبنا فلو أعلمتنا من يستخلف علينا ليكون لنا بعدك مفزعاً،