التحفة العسجدية فيما دار من الاختلاف بين العدلية والجبرية،

الحسن بن يحيى القاسمي (المتوفى: 1343 هـ)

الحديث الرابع والعشرون

صفحة 143 - الجزء 1

  وقوله وقد سمع صارخاً ينادي: أنا مظلوم فقال: (هلم فلنصرخ معاً فإني ما زلت مظلوماً).

  وقوله: (وإنه ليعلم أن محلي منها محل القطب من الرحى).

  وقوله: (أرى تراثي نهباً).

  وقوله: (أصغيا بإنائنا وحملا الناس على رقابنا).

  وقوله: (إن لنا حقاً إن نعطه نأخذه، وان نمنعه نركب أعجاز الإبل، وإن طال السرى).

  وقوله: (ما زلت مستأثراً علي مدفوعاً عما أستحقه وأستوجبه).

  وأصحابنا يحملون ذلك كله على ادعائه الأمر بالأفضلية والأحقية، وهو الحق والصواب.

  فإن حمله على الإستحقاق بالنص تكفير، أو تفسيق لوجوه المهاجرين والأنصار، ولكن الإمامية والزيدية، حملوا هذه الأقوال على ظواهرها، وارتكبوا بها مركباً صعباً، ولعمري أن هذه الألفاظ موهمة، ومغلبة على الظن ما يقوله القوم، لكن تصفح الأحوال، تبطل ذلك الظن، ويدرأ ذلك الوهم، فوجب أن يجرى مجرى الآيات المتشابهات.

  وقال فيه: (استعديك) أطلب ان تعديني عليهم، وأن تنصف لي منهم (قطعوا رحمي) لم يراعوا قربة من رسول الله ÷ (وصغروا عظيم منزلتي) لم يقفوا مع النصوص الواردة فيه (وأجمعوا على منازعتي أمراً هو لي) أي بالأفضلية، هكذا ينبغي أن يتأول كلامه.

  وكذلك قوله: (إنما اطلب حقاً لي، وأنتم تحولون بيني وبينه، وتضربون وجهي دونه) قال فيه، وقد روى كثير من المحدثين أنه