التحفة العسجدية فيما دار من الاختلاف بين العدلية والجبرية،

الحسن بن يحيى القاسمي (المتوفى: 1343 هـ)

الخبر الثالث والعشرون

صفحة 144 - الجزء 1

  عقيب يوم السقيفة تألم وتظلم، واستنجد واستصرخ، حيث ساموه الحضور والبيعة.

  وأنه قال وهو يشير إلى القبر: (يا ابن أم ان القوم استضعفوني وكادوا يقتلونني).

  وأنه قال: (واجعفراه ولا جعفر لي اليوم، واحمزتاه ولا حمزة لي اليوم).

  وقال فيه: قرأت في كتاب غريب الحديث لابن قتيبة في حدي حذيفة، إنه ذكر خروج عائشة فقال: (يقاتل معها مضر مضرها الله في النار، وأزد عمان سلت الله أقدامها، وإن قيساً لن تنفك تبغي دين الله شراً حتى يركبها الله بالملائكة).

  قلت: هذا الحديث من أعلام نبوة سيدنا محمد ÷، لأنه إخبار عن غيب، تلقاه حذيفة من النبيء، وحذيفة أجمع أهل السيرة أن مات وعلي # لم يتكامل بيعة الناس، ولم يدرك الجمل.

  وقال فيه: إن عمر قال لابن عباس: إن قومكم كرهوا أن تجتمع لكم النبوة والخلافة، فتذهبوا في السماء شمخاً وبذخاً.

  وقال فيه: قال عمر لابن عباس: هل بقي في نفسه - يعني علياً - شيء من أمر الخلافة؟ قلت: نعم، قال: أيزعم أن رسول الله ÷ نص عليه؟ قلت: نعم وأزيدك، سألت أبي عما يدعيه فقال: صدق.

  فقال عمر: لقد كان من رسول الله ÷ في أمره ذرو من قول لا يثبت حجة، ولا يقطع عذراً، ولقد كان يرفع في أمره وقتاً ما، ولقد أراد في مرضه أن يصرح باسمه فمنعت من ذلك اشفاقاً وحيطة على الإسلام، ورب هذه البنية لا تجتمع عليه قريش أبداً، ولو وليها