الخبر الثالث والعشرون
  ذلك: {بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ ٩}(١).
  وأما قولك: إنا كنا نجحف، فلو جحفنا بالخلافة، جحفنا بالقرابة، ولكنا قوم أخلاقنا مشتقة من خلق رسول الله ÷ إلى أن قال: وأما قولك: فإن قريشاً اختارت، فإن الله تعالى يقول: {وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ}(٢).
  وقد علمت أن الله اختار من خلقه، لذلك من اختار، فلو نظرت قريش من حيث نظر الله لها لوفقت وأصابت.
  فقال عمر: أبت قلوبكم يا بني هاشم الا غشاً في أمر قريش لا يزول، وحقداً عليها لا يحول.
  فقال ابن عباس: مهلاً لا تنسب قلوب بني هاشم إلى الغش، فإن قلوبهم من قلب رسول الله ÷ الذي طهره الله، وزكاه، وهم أهل البيت الذين قال الله تعالى لهم: {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ٣٣}(٣).
  وأما قولك: حقداً، فكيف لا يحقد من غصب شيئه، ويراه في يد غيره.
  إلى أن قال عمر: بلغني أنك لا تزال تقول: أخذ هذا الأمر منا حسداً، وظلماً، إلى أن قال ابن عباس: وأما قولك: ظلماً، فأنت تعلم صاحب الحق، من هو، الكلام بطوله في شرح النهج.
  وفيه وروى ابن عباس قال: خرجت مع عمر إلى الشام، إلى أن
(١) محمد (٩).
(٢) القصص (٦٨).
(٣) الأحزاب (٣٣).